04‏/05‏/2013

كيف تقتل الإبداع فى القطاع الخاص !!!1

 لا شك أن العمل فى القطاع الخاص له سحره نظرا لأن العائد المادى أعلى بمراحل من القطاع العامل ومؤسسات الدولة . لكن ما يحزن أن هذا القطاع يدار كما القطاع العام بكل ما فيه من سوء ، ربما كان للقطاع العام عذره بسبب الروتين وعدم الإهتمام به أو تحسين الأداء لأن الترقى كان يعتمد على عدد سنوات الخبرة وليس طبقا للكفاءة قبل أن يكون التعيين والترقى بالواسطة والرشوة والمحسوبية .
لكن أن يدار القطاع الخاص فى مصر بنفس الطريقة فى مجمله إلا من رحم ربى فتلك هى المآساة فرغم أن كل شركات القطاع الخاص تتعامل مع "الأجانب" إلا أنهم لا يتعملون منهم شيئا كل ما يحرصون عليه هو العائد المادى وكيفية تنميته وزيادته ولا يتعملون منهم فنون الإدارة والتنظيم والتخصص وتقسيم العمل .
نعود إلى العنوان الرئيس وهو كيف تقتل الإبداع لدى موظفى القطاع الخاص . أود بداية أن تعلم أن الموضوع لا يتطلب مجهودا كبيرا بل بالعكس هى خطوات بسيطة لكن نتائجها مضمونة مائة بالمائة :
1)     فرق تسد  .......... طريقة ناجحة ومجربة لا تطمئن لوجود علاقات إيجابية قوية ومتينة بين موظفى شركتك فربما اتفقوا عليك وربما تظاهروا ضدك مستقبلا لهذا من الممكن أن تجامل أحدهما بكلمة أو بمكافأة يتم تسريبها وهذا كاف جدا لوضع البذرة لتوغل الصدور.
2)     اللى له ضهر  ....... بمعنى أنه حالة تعيين أحدهم لقرابته من أحد القيادات فلا بد أن يميز بشكل أو بآخر سواء بطلبه أو  لا وهذا كفيل بحرق دم موظفك ليعلم أنه سواء أجاد أو لا فلا فرق.
3)     السخرية ............. كن حريصا على السخرية من العاملين لديك ولا تمتدح أحدهم إذا قام بعمله على أكمل وجه لأن هذا عمله ولم يأت بجديد ولهذا أنت تعطيه راتبه بل على العكس كن دائما حريصا على ذكر عيوبه ونقاط الضعف لديه حتى لا يشعر بالغرور أو تسول له نفسه أن يضغط عليك فى طلب زيادة مالية أو ترقية .
4)     التسفيه .........  طريقة فعالة موووووووووووت فمن هذا الموظف الجهبذ الذى يظن نفسه كفاءة وعالم حتى يقوم بوضع إقتراحات وطرح أفكار لتطوير العمل والأداء وزيادة معدلات الكفاءة ؟؟ هل معنى هذا أن المديرين لا يفهمون وهل يفهم هو أكثر منهم ؟؟ هل يظن أنه يعادل سنوات خبرة من يديرون المكان ؟؟
5)     كن عدو ما تجهل ............. فلا داع للإطلاع على الجديد والمتطور من المهنة وإن حاول أحد العاملين لديك فعل هذا فقاوم وهاجم بشدة بدلا من الدراسة والتفكير أو الإستعانة ببيوت الخبرة .. محلك سر.
6)     الطاعة ............. لا بد أن يقوم الموظف بأداء العمل بطريقتك أنت لا بطريقته هو حتى لو كان مبتكرا فهو لا يفهم وأنت علامة حتى وإن تمرد استمر فى توبيخه وارسل رسائلك المغلفة والمستترة بإمكانية الإستغناء عنه فهذا كفيل بأن يعى تماما المعنى وراء المثل الشعبى الشهير "إربط الحمار مطرح ما يعوز صاحبه"  ولا تشغل بالك كثيرا بمن الحمار الذى يقصده المثل .
7)     الإستظراف ..........  هذا كفيل بزيادة عدد المنافقين لك وقتل روح الإحساس والإستقلالية فيهم .
8)     الخوف ............. خاف دائما وطوال الوقت من الموظف الذكى المتطور كن رقيبا على كل خطوة وكل حركة يقوم بها فى عمله وكن حريصا على تذكيره دائما بفضلك عليه فى استقراره بالمكان وبتعليمك إياه وأنه لا مكان سيقدره كما تفعل أنت .
9)     السيطرة ....... لا بد أن تعرف مفتاح كل موظف لديك نقاط ضعفه ونقاط قوته وقدراته فى العمل لا لكي تحصل منه على أفضل أداء لكن حتى تستطيع السيطرة عليه وتضمن عدم تركه للمكان .
10) الغرور ............... كن دائما على ثقة أنك ناجح وأن منتقديك حاقدون وأن ما تقابله من مشاكل هو نتيجة الحسد وليس بسبب سوء تقديرك للأمور وعدم استماعك لمن هم أقل منك فى المستوى الإدارى استهتارا بهم .

بعد كل هذا – رغم أن القائمة تتحمل المزيد - لا تعر انتباها لأى موظف ذو كفاءة يتقدم باستقالته واقبلها بكل إباء وشمم وادعى كذبا أنه هو الخاسر وأنه حتما سيفشل فى مكانه الجديد لأنه خائب وأنك تحملته شفقة به وانشر بين عامليك أنك أنت من رفدته ولا تتحسر حين تعلم أنه التحق بمكان أرقى من مكانك وقدر ماليا وأدبيا  على عكس ما فعلت أنت ولا ينتابك ولو لمرة واحدة أن سبب تواجد شركتك قائمة ومفتوحة هو عامليك "الغلابة" أصحاب الفرص الضعيفة فى فرص العمل خارج مؤسستك لأن الله رازقهم ولست أنت .

عن الديمقراطية التى يتشدقون بها !!!

كى تكون ثوريا حتى النخاع ومعارضا جبارا وانسانا لا يتنازل عن المبادئ وعن إنجاح الثورة وحتى يرضون عنك على مواقع التواصل الإجتماعى فلا بد أن تسير مع الجموع فى السباب والسخرية من مرسى وجماعته وحزبه وحكومته ليل نهار حيث لا إيجابيات بشكل قطعى.
الديمقراطيون الجدد يعتبرونهم "خرفان" ويتناسون أنهم ينتمون لنفس الفصيلة لأنهم يقدسون رموزهم ولا يقبلون نقدها أو ملاحظاتك على أدائها ولك فى صباحى والبرادعى وأى شخصية عامة تهاجم الإخوان الدليل يعيبون على الإخوان التبرير وهم يفعلونه صباح مساء .
أية ديمقراطية تلك التى تتحدثون عنها إذا كنتم حريصين على قولبة وتصنيف البشر إذا اختلفوا معكم فهم إخوان خرفان وخلايا متخفية ولجان ألكترونية وخنازير كما تعود أحدكم على وصفهم ؟؟
أية ديمقراطية تحكمون بها وأنتم تصرون على أن يسير الجميع فى ركابكم وفق آرائكم وإن خالفكم فهو جاهل غبى مغيب وأنتم الوحيدون المالكون للحقيقة المطلقة وللحق الذى لا يشوبه شائبة ؟؟
عن أية ديمقراطية تتحدثون وحرية تعبير تبحثون إذا كنتم تتقبلون السخرية والإيحاءات طالما جاءت ممن تتقبلون ضد من تكرهون وتختلفون وإذا ووجهتم بالمثل تنتفض عروقكم وتعترضون وترغدون وتزبدون ؟؟
عن أية ديمقراطية تتحدثون وأنتم تسلبون الناس حقهم فى اتباع ما يريدون وتحمل مسئولية اختياراتهم وتصرون على التعامل معهم بمنطق المخلوع العالم ببواطن الأمور وأنه القادر الوحيد على معرفة الصالح العام ؟؟
تتحدثون عن الشعب بصفتكم نخبة ومثقفون وترفضون من الشعب أن يتحدث عن نفسه ، ألم تقم تلك الثورة من أجل الحرية ؟؟ لماذا تطلبونها لأنفسكم فى قول ما تشاءون وقتما تشاءون وتبحثون عن حريتكم فى ارتداء ما تشاءون وتنضح أقوالكم سخرية من المخالف لكم رأيا وشكلا وفعلا ؟؟
تقولون عليهم متأسلمين وتعابون عليهم معاملتكم بالمثل إن وصموكم بالكفر.
تعايرون مرسى بأنه كان معتقلا وترددون مقولة د. منال عمر بوجوب معالجته نفسيا بسبب سجنه وتغضون الطرف عن مانديلا الذى سجن 27 عاما وعن أنور السادات وعن حمدين صباحى لا داعى لذكر عبد المنعم أبو الفتوح فهو محسوب على من ترفضون.
أختلف مساركم عن عبد الرحمن عز فأصبح حلالا ما يحدث له لكن لا تقبلون بمثله على دومة وحسن مصطفى . أنا لا يعنينى الثلاثة فى شئ لكن المبادئ لا تتجزأ .
فى برنامج حمدين صباحى الرئاسى لم يمانع أن يأتى السياح الإيرانيين إلى مصر وحينما فتح مرسى قنوات إتصال مع طهران اتهمتموه بالرغبة فى نشر التشيع.
حينما أساء عبد الله بدر للإسلام ولنفسه انتفضتم ولكن كل إيحاءات باسم يوسف مقبولة لديكم !!!  ؟؟؟ أفهم أن ترفض البذاءات من الجميع لا من طرف على حساب طرف لمجرد حبنا إياه وأنه يصب فى صالح ما نريد .
أحكام القضاء مصدقة لديكم إذا كانت ضد غريمكم لكنه يحتاج التطهير إذا جاءت أحكامه عكس ما تأملون !!!
تصفون أنفسكم بالثورية ولا تتوانون عن وضع إيديكم فى أيدى الفلول أو الوقوف فى خندق واحد مع فسدة النظام المخلوع (الزند والجبالى وعبد المجيد محمود) لمجرد أنهم ضد الإخوان وتقولون لقد فعلها الإخوان قبلا واجتمعوا بعمر سليمان حين كان نائبا لرئاسة الجمهورية . إذا طالما تساويتم فى اتباع نفس الأساليب فلا تدعوا أو تحتكروا الثورية والنقاء والشرف خاصة وأنكم فى مواقع التواصل الإجتماعى وعلى منابركم الإعلامية أصبحتم تقولون شعرا ومدحا فى المخلوع ورجال مرحلته وكأن لا ثورة قامت على نظام قلتم بأنفسكم أنه فاسد وجرف عقول وخيرات ونهب وسلب طوال ثلاثين عاما أو يزيدون .
تقولون أن انتخابات البرلمان سيتم تزويرها ولا تتورعون عن ترويج فكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تحت دستور عارضتموه ورفضتموه ولم تعترفوا به . فهل سيتم تزوير انتخابات البرلمان ولا يتم تزوير انتخابات الرئاسة المبكرة المقامة تحت ظل هذا الدستور العار كما سميتموه؟؟
لماذا لا تستثمرون هذا المجهود التسويقى والترويجى لبرنامج وخطط وبدائل تنافسون بها فى مجلس النواب بدل من ذهاب تلك الجهود سدى لصالح المخلوع وعصابته ورموز مرحلته أم أن رصيد الصبر لديكم نفد ولا تريدون المنافسة بعد ثلاث سنوات من الآن وتريدونها توا وفى اللحظة ؟؟
يا سادة قبل اتهامى بأنى إخوان وخلية ولجنة وخروف وخنزير رجاء انظروا إلى أنفسكم فى المرآة وقيسوا معدل الديمقراطية لديكم ومدى إيمانكم "الحقيقى" بها وبحرية التعبير وحرية الإختيار وحرية تبنى فكر أو توجه وكفاكم تفتيش فى النوايا وتخوين من ليس معكم فهناك مصريون لا ينتمون إلى أى تيار ويقيمون الأشخاص والمواقف طوال الوقت وينحازون لما يقتنعون به حتى لو أغضبكم .

20‏/04‏/2013

I'm an old fasion

أعترف أنى إمرأة "موضة قديمة" أود أن أرى المرأة مرأة والرجل رجل . أن يحتوينى رجل يقود العلاقة بالحنان لا بالعنف وفرض الآراء لمجرد كونه رجل ، أن يكون سندى لا عبئى ، لكن فى زمن اختلاف المعايير وانقلاب الآيات فقد أصبح لدينا وفرة فى الذكورة وندرة فى الرجولة كقول د. عمر عبد الكافى.
فى حوار جانبى مع زميلتى عمل حول ما إذا كانت كلتاهما تتمنى لو رزقت بزوج "رجل" يعينها بديلا عن العمل ومواجهة أعباء الحياة وضغوطها وتحمل سخافات البشر وتحمل سوء المعاملة معظم الأحيان فى القطاع الخاص أم أنهما سعيدتين بما هما فيه و كانت إجابتهما مفاجأة لى نظرا لتوجهاتهما الليبرالية وإيمانهما العميق بحرية المرأة فى العمل والتحرك لكنهما فضلتا أن يكون لهما "ظهر" يستندان إليه ، وإن اقتحما سوق العمل فلقضاء الوقت وليس للحاجة المادية والمسئوليات التى تتحملها كلتاهما فواحدة مطلقة ترعى طفل والده - عندا فيها - لا يراعى ضميره فيه والأخرى متزوجة لكنها تتحمل النصيب الأكبر من التزامات بيتها المادية .
هم يريدونها هيفاء وهبى ونانسى وإليسا وفى نفس الوقت هى الطاهية الماهرة والمربية الفاضلة ومديرة المنزل التى تجعل من بيتها واحة لراحتهم لكن فى المقابل لم يفكر أحدهم فى حقها هى الأخرى أن تريده كبراد بيت وجورج كلونى أو توم كروز لكن ماذا تفعل إذا كانت كل البرامج والتوجهات الذكورية تحاوطها بواجباتها والتزاماتها نحو رجلها حتى من النساء أمثالها ولا يوجهون عيونهم لواجبات الرجل تجاه آل بيته ولا يشعرون بتلك الصبورة على كل هذه المشاق ولا تطلب سوى كلمة طيبة وعبارة شكر.
كان الرجل قديما يتحمل المسئولية المادية ولايقبل أن تعمل زوجته أو أخته حفاظا عليها من "البهدلة" فى مقابل رعايتها لبيتها لكن ورغم تلك المسئولية الرجالي فى المقام الأول ومع صعوبة الحياة ومطالبها إضطرت المرأة للخروج إلى سوق العمل لتشارك وتعين وبدلا من أن تشكر وتقدر مجهوداتها للأسف أصبحت الكثيرات منهن تعانى من نكران الجميل والجحود والسخرية والمقارنة بالجميلات من المشاهير دون تقدير للفارق فى التعب والمجهود بين إمرأة لا هم لها سوى الحفاظ على رأس مالها وهو جسدها لتظل نجمة مطلوبة كممثلة أو مطربة وبين من تقوم من الفجر لرعاية أسرتها وخدمة افرادها بل وذاد الطين بلة ظهور الذكر – لا يستحق لفظة رجل – النطع الذى يحيا على مجهود أنثاه .
هى المدانة "الوحيدة" حال تعرضها للتحرش وهى المدانة "الوحيدة" لو تعرضت للإغتصاب وهى المدانة "الوحيدة" فى حالة الإنفصال ، دائما هناك القول المأثور "الراجل ما يعيبوش حاجة" فهو فالنتينو إن تحرك كالفراشة من فتاة لأخرى إما هى فتثار حولها الأقاويل لو خطبت وانفصلت لتعيش أسوأ تناقض على الإطلاق فى تفسير معنى الرجولة ومعنى الشرف .
لكن يحضرنى سؤال هل نحتاج لقوانين غربية أو ميثاق أمم متحدة كى تحصل المرأة على حقوقها وكى يعرف الرجل واجباته ؟؟ هل نحتاج للغرب كى يعيد ما كان حينما كان الرجل رجلا غيورا على إمرأته مقدرا لها ؟؟ هل نحتاج للغرب كى يعلمنا كيف تصان المرأة ؟؟ هل نحتاج للغرب كى يعيد لنا قيمنا وأخلاقنا ؟؟ لماذا تتجه أنظارنا خارجا فى كل أمورنا غافلين عما لدينا ؟؟ لم نبحث عن قوانين وضعها بشر فى حين رب البشر أعطى المرأة حقوقها كاملة ؟؟؟
فى اعتقادى وقناعتى المشكلة ليست فى النصوص وإنما فى التربية والتوعية والتثقيف وما ربت عليه كل "إمرأة" أبنائها من الذكور والذى ينعكس عليه تلقائيا فى تعامله مع أخته وقريبته مرورا بجارته وزميلة الدراسة والعمل وصولا لنظرته لزوجته وتعامله معها. المشكلة الرئيسية لدينا فى التحايل لعدم التطبيق واقتطاع النصوص معظم الوقت فى رسائل لتحميل المرأة كافة المهام لإنجاح العلاقة وانجاح البيت والتماس الأعذار للرجل . صحيح ليس كل النساء ملائكة ولكن لسن الشيطان الأكبر والوحيد كذلك فالعلاقة تبادلية.
النصوص موجودة وواضحة وقتلت بحثا وتفسيرا وقيلت مرارا وتكرار قديما وحديثا لكن يتم التغافل عنها من المطالبين بحقوق المرأة وحرياتها متحسسين طرق الغرب فى التناول لأنه أصدق إنباء من الدين جهلا به وبنصوصه حينا أو خوفا من المفسرين حينا آخر ، وهنا المصيبة مزدوجة أن يرفض نص إلهى تحاشيا للمتطرفين والموتورين والجهلاء فى صالح نص بشرى له ما له وعليه ما عليه ويتم التغافل والتعامى عن الوسطيين المعتدلين ولا ينجموا إعلاميا بما يليق بهم وما يليق بهذا الدين العظيم .
كثيرات للأسف لا تدرى أن قوانين التوريث الإسلامية أعطت للمرأة سبعة عشرة حالة ترث فيها أعلى من الرجل وستة حالات تتساوى به وأربعة حالة ترث نصفه .
كثيرات للأسف لا تدرى أن الإمام أحمد بن حنبل أعطى للمرأة الحق فى وضع الشروط التى تريد فى عقد زواجها، كثيرات يجهلن  كيف كان يعامل الرسول زوجاته وكيف حاله معهن حين يغضب وحين يرضى .
لهذا رجاء ابحثن فى كتب السيرة والتفاسير عن حقوقكن وطالبن وتمسكن بها ففيها العدل والكفاية .

15‏/04‏/2013

رسالة لصديقة أعتز بها :

عندك وقت تسمعى : راجعى الفترة من أول نتيجة الانتخابات الأولى ومن قبل انتخابات الإعادة وراجعى المعارضة للتيارات الدينية واقتراحهم الغريب إن مرسى يتنازل لصباحى وراجعى اللى حصل فى الشارع من يوم مرسى ما مسك وقوليلى إزاى فى جو تربص للتيار الدينى وشتيمة وتريقة وسب ومعارضة شغالة شرشحة على الفضائيات أو وقوف خلف رموز فاسدة (عبد المجيد والزند والجبالى) أو التحالف مع فلول (عمرو موسى والبدوى) أو معارضة بنكهة سما المصرى وإيحاءات باسم يوسم الجنسية (اللى جاب ورا لما لميس وعماد أديب حمروا عينهم ليه لكن للأمانة رجل على مرسى) زيدى عليهم تركة هباب مدتها 30 سنة فى كل الملفات (وياريت تعملى قائمة بيهم) وقوليلى فى جو زى ده ممكن مرسى يشتغل إزاى ... مش باقول إن الأداء ممتاز بس باقول مطلوب إنصاف ولو مش عاجبك إستعد للانتخابات وفرصك عظيمة لإن الاخوان رصيدهم قل (والدليل نتائج الانتخابات الطلابية رغم إن اللائحة اللى عملها الإخوان كانت مرفوضة) وللإسف الناس بتترحم على المخلوع وكلابه لإنها مش شايفة بديل على الساحة محترم واتكلمى مع الناس وانت تعرفى بيحنوا إزاى للمخلوع .... 
فكك بقى إن مرسى فقد شرعيته ومافقدش شرعيته والكلام العبيط ده الراجل نجح من غير تزوير بدليل إن البلوفر قال أنا اتصلت أهنيه ماردش عليا ... وفكك برضه من تركيبات المعارضة اللى مش موجودة فى السياسة العالمية زى حكومة ائتلاف ودستور توافقى ومصر الكبيرة على أى فصيل لإن الكلام ده ما حصلش مع أى دولة مشيت مشوارها مع مشوارها مع الديمقراطية.
سهل قوى بعدها تقولى عليا إخوان لكن الحكاية ببساطة باتلفت حواليا بلاقى عالم فشلة سياسيا وعالم مش عايزة تتعب وعايزة تجيلها سهلة عن طريق المجلس العسكرى اللى ينط على الحكم ويسجن الاخوان (ايه الفرق بقى عن مبارك فى سجن المعارضين؟ فاكرين إن المجلس العسكرى لو مسك هايديهالهم؟) المجلس العسكرى اللى فض أول اعتصام بعد الثورة بالقوة وبطل أحداث ماسبيرو واللى رجالته سحلوا البنت وعروها فى التحرير وعملوا بى بى من فوق مبنى مجلس الوزرا على المعتصمين وبمباركته كانت أحداث محمد محمود الأولى ؟
مرسى لازم يكمل مدته عشان اللى ييجى بعده يكمل واللا اللى بيتعمل فى مرسى بحق وغير حق هايتعمل فى اللى بعده ومافيش رئيس هايكمل ......
آسفة إنى طولت عليكى لكن رجاء عيدى التكفير .. أما بقى حكاية قناعتى بمرسى أو غيره أنا مقتنعة بالمسار الديمقراطى بالانتخاب والصندوق إن الناس تتعلم ويتشرح لها وناخد بإيدها من غير فرض رأى مش بنخرجها من تحت سيطرة المخلوع عشان نخليها تحت سيطرة أى فصيل سواء بدعوى دينية أو دعوى مدنية أو إن النخبة هى اللى بتفهم والناس لا ... 
اللى اختار غلط بكرة يتعلم يختار صح ونمشى المشوار ومافيش ثورة بتحقق أهدافها من أول يوم واقرى تاريخ الثورات فى بلاد كتير وإنت تعرفى إن الثورة الفرنسية حققت أهدافها بعد سنين ............ وحكاية إن الثورة مظاهرات واعتصامات وبس ده غباء ثورى وتخلف وشباب طايش بيتلعب بيه لمصالح ناس قاعدة فى التكييف تتجار بيه ... صحيح تمت إزاحة رأس نظام لكن لسه صوابعه فى مفاصل الدولة زى ما هى يبقى المسار السياسى مطلوب فى النقابات والمحليات والبرلمان للتطهير ................ غير كده ممكن نقضيها شتايم فى الإخوان ومرسى وفش غل وشكرا
تخيلى بقى لو كانت المعارضة وافقت مرسى لما عزل عبد المجيد محمود وبدل ما تقف وراه فى مؤتمر صحفى تعمل منه بطل ومفجر ثورة استقلال القضاء هو والزند وفوقهم تهانى الجبالى تربية وتعيين سوزان هانم كانت قالت بس رجاء يا مرسى خلى مجلس القضاء الأعلى هو اللى يختار ؟؟ فاهمة الفرق مش كان ساعتها يبقى ده التقويم الصح وكانت بقت بداية لتطهير للقضاء ؟؟ .......... 
هأقولك على حاجة قالتها منال عمر بعد أزمة النائب العام إن فيه فصائل بتهاجم مرسى لمجرد انه مايتنسبش ليه حاجة عدلة من أهداف الثورة قبل ماتنقلب وتقول المفروض يتعالج نفسيا عشان كان فى السجن ونسيت تقول بالنسبة لمانديلا نحطه فى العباسية واللا نعمل فيه ايه بعد 27 سنة سجن.
دمتى بحب


28‏/03‏/2013

المهنة اعلامى !!!!


دائما يبدأ يومى بجولة فى الصحف اليومية على مواقعها على الإنترنت . أتجول فى كل المواقع سواء التى تتفق مع رؤاى السياسية أو تختلف معها . لا أبحث عن الأخبار فغيرى يفعلون لكنى أتجول بين روابط مقالات الرأى والفكر . من خلال متابعتى المستمرة أصبح لدى شبه يقين ما الذى سيقوله كاتب المقال من خلال عنوان مقالته حيث لا جديد فى الأغلب لأن الإنحيازات والتوجهات واضحة ولا يحاول أغلبهم أن يضع نفسه فى المعسكر المقابل  أو يعيد قراءة المشهد.
بنسبة تقارب التسعين بالمائة أغلب المقالات تعتمد على خبر ما أو تصريح ما أو نقاش ما لتبدأ حملة السباب والشتائم والهجوم والتشكيك فى النوايا والتخوين بلا أى مبرر قوى لو كان معارضا وفى المقابل إشادة بالخبر أو التصريح بهجوم مضاد على المعارض ورد سيل الإتهامات إلي صدره . نادرا ما تجد كاتب موضوعى يستطيع التخلى عن قناعاته المعروفة ويرى الإيجابيات قبل السلبيات .
الشتائم والسباب سمة أغلب المقالات وتستطيع أن تسميها "مقالات رد الفعل" حيث لا جديد من أيام المخلوع انتظار لشئ ما ثم قلم وورقة وادبج مقالة اشتم وسب "وفش غلك" وانتهى ودمتم وفى المقابل تأتى من المؤيدين رد على المقال وسب موازى.
قليلون هم من يسبحون ضد التيار ويحاولون الحفاظ على المصداقية والموضوعية قدر الإمكان ويطرحون اقتراحا أو يعرضون فكرة فى محاولات مستميتة للخروج من الأزمة تلو الأخلى لهذا لا يقابلون إلا بالإتهامات ببيع القضية والثورة والتحول وشرب الشاى بالياسمين .
قليلون هم المنصفون من يشيدون بالإيجابيات ولا يغضون الطرف عنها أو يهملوها ويتحججون إن هم ووجهوا بها أنهم لا يعرفون ولم يأت إليهم خبرها .
هم من ينتقدون السلبيات بهدف تطوير الأداء وتحسينه لا غرض لهم سوى المصلحة ولا يبغون سوى إرضاء ضمائرهم ويتحملون فى سبيل ذلك سخافات القراء وسفالة معظمهم وأسلوبهم فى ترك فكرة المقال والنبش فى أخلاق الكاتب .
ربما هذا تأثيره على من يهوى القراءة وهم قلة فليس كل من يعرف القراءة مهتم بالمتابعة لكن التأثير الأسوء هى برامج التوك شو حيث لا مجال للحياد أو المصداقية من الجانبين . كل طرف لا يتهاون فى اختيار الأخبار والضيوف الداعمين لتوجه صاحب القناة أو مقدم البرنامج .
الإعلام عندى توعية وتثقيف والإرتقاء بالناس وليس الإنحدار لمستوى السفلة منهم باسم يوسف مثال لنوعية الإنحدار فى المستوى اللفظى والإيحائى . هناك فرق بين الإنتقاد وأن تصل السخرية والوقاحة إلى المنازل فى الفضائيات المفتوجة وليست المشفرة ، ولو ظل بهذا الأداء سيفقد الكثير من الجمهور وستطاله الشتائم وستعلو أصوات معارضيه دون أن تجد ردا حارا من مؤيديه للأسف .
كم برامج هجوم وهجوم مضاد وشتائم وسباب وتخوين لدرجة أن أغلب الأطباء النفسيين ينصحون مرضاهم بالبعد عن مشاهدة التليفزيون فى الفترة الحالية أو قراءة الجرائد تجنبا لإرتفاع الضغط والإكتئاب .
لا يوجد بناء أو دفع للإمام إنما تفجير الخصم معنويا يجرى على قدم وساق . لست دارسة للإعلام ولا أزعم أنى قارئة أكاديمية لكيف يكون الإعلام لكن المنطق والعقل يقول أن من يديرون تلك المنظومة هم للمجرمين أقرب.

13‏/03‏/2013

ديموقراطيتهم وسنينها وديموقراطيتنا وأيامها ... ياسر نجم


تخيل أن الرئيس محمد مرسى قام بتغيير الحكومة غدا.. ففوجئت فى التشكيل الوزارى بالآتى:

·       وزير الاقتصاد طبيب من أصل سورى لا يملك أية مؤهلات في الاقتصاد.

·       وزير الداخلية محام من حزب الحرية والعدالة كان فلسطينيا حتى حصل على الجنسية المصرية منذ بضع سنوات.

·       وزير الدفاع رئيس بنك إسلامي.

·       وزير الخارجية مؤهله شهادة في الثروة السمكية.

·       وزير الخارجية السابق أصبح وزيرا للمالية والنقل والمواصلات.

·       وزير الثقافة السابق أصبح وزيرا للصحة.

·       وزير المالية السابق أصبح وزيرا للعدل.

·       وزير الزراعة مؤهله شهادة دكتوراه فى القانون.

·       ضم وزارة الاتصالات لوزارة الثقافة.

لا شك عندى أن الإخوان المسلمين أنفسهم قبل غيرهم سيقدمون فى هذه الحالة بلاغات للنائب العام تطلب عزل الرئيس. أما المعارضة ففى الأغلب ستتخطى هذه الخطوة وتتهم الرئيس فورا بالجنون الرسمى ولن يهدأ لها بال إلا بإيداعه مستشفى الأمراض العقلية.

إذا ما تحقق هذا السيناريو على أرض الواقع، فالرئيس مرسى بدوره لن يرضى إلا بإيداع أوباما رئيس الولايات المتحدة وجوك رئيس ألمانيا وأولاند رئيس فرنسا وأكيهيتو إمبراطور اليابان واليزابيث ملكة بريطانيا معه داخل نفس العنبر فى مستشفى الأمراض العقلية.

وذلك للحقائق التالية:

- فيليب روسلر وزير الاقتصاد الألمانى الحالى من أصل فيتنامى وهو طبيب جراحة قلب وصدر كان عمره 38 عاما عندما تولى منصبه ولا يملك أية خبرات أو مؤهلات في الاقتصاد. تم اختياره لهذا المنصب رغم أن المانيا فيها خيرة أساتذة الاقتصاد فى العالم وخبراء شابت رؤوسهم فى المهنة وفى إدارة اقتصاد البلاد.

- كين سالازار وزير الداخلية الأمريكى الحالى محام من الحزب الديموقراطي، ولم يكن يوما ضابط شرطة. لم يتمرد ضباط الشرطة ولم ينظموا وقفة احتجاجية على هذا الاختيار.

- مانويل فالس وزير الداخلية الفرنسى الحالى من أصل أسبانى ولم يحصل على الجنسية الفرنسية إلا فى سن العشرين، وهذه هى المرة الأولى التى يعمل فيها بوزارة الداخلية. لم تملأ وسائل الإعلام فرنسا صياحا عن الهوية الفرنسية والمؤامرة السرية لأسبنة فرنسا ونقل برج إيفل لبرشلونه.

- تشاك هاجل وزير الدفاع الأمريكى الحالى اقتصادى ناجح وخبراته كلها فى إدارة البنوك وشركات الكمبيوتر، وكل علاقته بالجيش كانت فى فترة التجنيد. لم يتوعد ضباط الجيش الأمريكى بانقلاب عسكرى يطيح بأوباما إذا لم يتول الوزارة أحد الجنرالات.

- ايتسونورى اونوديرا وزير الدفاع اليابانى الحالى حاصل على بكالوريوس فى الثروة السمكية وكان وزيرا للخارجية قبل أن يتولى وزارة الدفاع، ولم يلتحق بالجيش طوال حياته، لم تنظم جماعة (آسفين يا إمبراطور) مظاهرة عند منصة طوكيو لدعم الجيش اليابانى فى معركته ضد (لبرلدمقرطة) الجيش نسبة للحزب الليبرالى الديموقراطى الحاكم الذى ينتمى له الوزير.

- تارو آسو وزير المالية اليابانى الحالى كان وزيرا للخارجية فى حكومة سابقة. فى اليابان عبقريات فى الماليات والميزانيات ولم يعترض أحد.

- سادا كازو تانيجاكى وزير العدل اليابانى الحالى كان وزيرا للمالية والنقل والمواصلات فى حكومة سابقة. ولم يعمل فى محكمة أو نيابة من قبل. لم يدع رئيس نادى القضاة اليابانى السيد زندو سوزوكى لجمعية عمومية طارئة للتصدى للاعتداء على استقلال القضاء ولم يرسل زعيم المعارضة اليابانى السيد براديعى ياماها تويتاته مستنكرا استباحة ساحة القضاء باكيا على تلاشى الدولة.

- جيريمى هانت وزير الصحة البريطانى الحالى كان وزيرا للثقافة قبل التعديل الوزارى الأخير، ولم يدخل مستشفى من قبل إلا كزائر لأقاربه المرضى. لم يتهم أحد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء بالمجاملات أو السفه فى اختياراته أو فى إسناد الأمر لأهل الثقة والولاء دون أهل الكفاءة.

- توم فيلزاك وزير الزراعة الأمريكى الحالى بدأ حياته كمندوب مبيعات وتخرج فى كلية الفنون الجميلة وحصل على الدكتوراه فى القانون ولم يمارس ولم يدرس الزراعة. لم تنصب سرادقات العزاء على الزراعة الأمريكية التى راحت فى خبر كان على يد أوباما الرئيس (اللى أمريكا كبيرة عليه).

- وزيرة الاتصالات فى فرنسا روائية من أصل إيطالى وكل ما يجمعها بالاتصالات هاتفها المحمول واشتراكها المنزلى فى شبكة الإنترنت. وذلك لأنها وزيرة الثقافة أيضا، والثقافة والاتصالات فى فرنسا تجمعهما وزارة واحدة. لم يعتصم موظفو وزارة الاتصالات ولم يضربوا عن العمل ولم يقتحموا مكتب الوزيرة لأن الوزيرة ليست منهم ولا دراية لها بأحوالهم.

وهكذا.. تتوالى الأمثلة لعدد يصعب حصره وتستطيع أن تتأكد من المعلومات أعلاه من خلال محركات البحث على الإنترنت.

المفاهيم واحدة فى العالم الديموقراطى كله:
المنصب الوزارى منصب سياسى وليس منصبا فنيا أو إداريا، يتولاه سياسيون محترفون ينتمون للحزب الحاكم بغض النظر عن خلفياتهم المهنية أو الدراسية، فمنصب الوزير لا يحتاج من الوزير لإجادة مهنة وزارته، ولا يحتاج لاستيعاب كيفية إدارتها.. مهمة الوزير باختصار هى تنفيذ توجهات وسياسات معينة للحكومة فى هذه الوزارة من خلال التخطيط والإشراف على حسن سير العمل وتذليل العقبات التى تعوق الأداء المتميز والربط بين الفنيين والإداريين داخل الوزارة من جهة والحكومة بكل مفاصلها من جهة أخرى.

وقد تعجبت فى الحقيقة عندما طالبت بعض الأحزاب فى مصر رئيس الجمهورية بكل زلنطحية أن يعلن بشفافية عن معايير اختياره لرئيس الوزراء وأعضاء الحكومة، وهى بالتأكيد ديموقراطية مدعاة، فأصحاب تلك المطالب لا يفقهون بالتأكيد كيف تدار السياسة فى عالم الديموقراطية، وأن ما ينادون به لا علاقة له بشفافية ولا يحزنون.

فاختيار الوزراء وكل المناصب السياسية فى الدولة يخضع تماما فى النظم الديموقراطية لـ (الرؤية الحرة تماما) للحاكم.. وهو الوحيد المنوط به اختيار (الأنسب) لكل منصب سياسى بدون مراجعة أو اعتراض وبغض النظر عن اعتبارات الكفاءة أو التخصص، وفى الأغلب يختار الحاكم أصحاب هذه المناصب بالنظر فقط لـ(ولائهم) و(شخصياتهم) و(توجهاتهم الأيديولوجية) و(تصور الحاكم لاحتياجات المنصب فى هذه المرحلة وقدرة المرشحين على الوفاء بتلك الاحتياجات).

هذه المفاهيم بالطبع صادمة للمواطن المصرى العادى فى (طوره الديموقراطي) الحالي، إذ إننا تعودنا منذ بدايات عهد السادات على مفهوم (التكنوقراط) فى اختيار أصحاب المناصب السياسية، فوزير الصحة لابد أن يكون طبيبا، ووزير الدفاع ينبغى أن يكون قائدا عسكريا، ووزير الداخلية من كبار ضباط الشرطة، ووزير الخارجية من كوادر الدبلوماسيين، ووزير العدل أحد المستشارين، ووزير الاقتصاد أستاذ اقتصاد.. وهكذا، وفيما عدا ذلك (تبقى البلد خربت)، وهو نفس الاعتياد الذى استمر فى عهد مبارك وحتى العهد الحالى.

وربما يتعجب الكثيرون عندما يعرفون أننا فى مرحلة سابقة من تاريخنا السياسى كنا قد وصلنا بالفعل للمفاهيم الديموقراطية التى يتعامل بها العالم حاليا.

منذ أوائل القرن العشرين كان السائد لدينا هو المفهوم الغربى الحالى فى التعيين للمناصب السياسية: حسين رشدى الذى كان رئيسا لوزراء مصر ما بين عامى 1914 و1919 كان وزيرا للداخلية ثم وزيرا للمعارف (التعليم).

يوسف وهبه رئيس وزراء مصر ما بين عامى 1919 و1920 كان فى الأصل مستشارا فى القضاء ثم وزيرا للخارجية ثم وزيرا للمالية.

محمد توفيق نسيم وعبد الخالق ثروت خريجا حقوق وتولى كل منهما وزارة الداخلية.

عبد الفتاح يحيى، أول من سن سنة أداء اليمين الدستورية للوزراء إبان توليه وزارة العدل تاجر قطن فى الأصل وليست لديه أية مؤهلات أو خبرات قانونية!

مكرم عبيد خريج الحقوق كان وزيرا للمالية.

فؤاد سراج الدين تولى 4 وزارات لا علاقة لها بمؤهله من كلية الحقوق: الزراعة – الشئون الإجتماعية – الداخلية – المواصلات.

فقط تغيرت المفاهيم الديموقراطية مع ثورة يوليو التى أدخلت فى روع الشعب أن الأحزاب والسياسة والسياسيين المحترفين فساد ورجس من عمل الشيطان. واستبدلت العسكريين بهم، فرأينا ضباط القوات المسلحة يحتلون كل المناصب السياسية فى الدولة من وزراء ومحافظين، وحتى المناصب الإدارية والكثير من المناصب الفنية آلت لهم. ومع الوقت اقتنع الناس فى تلك المرحلة أن العسكريين وليس السياسيين هم الذين يصلحون لقيادة كل شىء وكل شخص وكل أمر، حتى جاء السادات فاتجهنا لمفهوم التكنوقراط كما سبقت الإشارة أعلاه.

04‏/03‏/2013

عدوية ..


ابنة أختى فى بكالوريوس هندسة فى زيارة لأصدقائها فى بيتنا العزيز وطلبا لبعض الترفيه فقد قاموا بلعب مجموعة من الأغانى تنسحب أغانى عدوية - والتى لاقت هجوما فى بداية ظهوره – خجلا من مستوى انحطاطها لكنه زمن "الروشنة" !!!!
أنا من جيل تربى على الراديو وبرامجه التى ثقفت أجيال بأكملها على الكلمة الجميلة الرشيقة واللحن العذب ، تربى على أصوات لا تتكرر ولكل منها نغمة لا تخطئها أذن فاروق شوشة ، طاهر أبوزيد ، سامية صادق ، نادية صالح ، حسن شمس ، إيناس جوهر وغيرهم . مباراة من كل صوت منهم لإفادة الشعب وتثقيفه بأبسط الوسائل لهذا لم يكن غريبا أن يستمع فلاح فى القرية لقصائد أم كلثوم ويفهمها رغم صعوبة بعض ألفاظها .
الواقع الحالى مؤسف ومذرى الوساطة والمحسوبية والرشوة التى طالت كل قطاع طالت كذلك القطاعات الإعلامية والتنويرية بأنواعها وأخطرها الفن لهذا من يقود المسيرة ليسو أصحاب المواهب ولكن القافزون على المجال والتوريث الذى طاله كما طال كل مكان فى مصر.
نظرة لفترة الستينات "وما أدراك ما الستينات" لا يستطيع أن ينكر أحد أنها فترة ازدهار سنيمائى وسحر الأبيض والأسود لا ينكر وأعمال سينيمائية ما زالت تجد صدى عند إعادتها رغم حفظها عن ظهر قلب . مستوى الأعمال المقدمة كان راقيا وله رسالة تنهض وتشجع وتضع النقاط فوق الحروف طبيعى أن هناك استثناءات لكنها وسط المجموع لا تذكر .
يذكر أن يوسف السباعى كان مشرفا على ما يسمى "نادى القصة" وساهم فى اكتشاف مواهب لا تنسى يوسف القعيد وجمال الغيطانى وعبد الحميد جودة السحار وخيرى شلبى ويوسف ادريس وأمين يوسف غراب وغيرهم وكانت جموع الفنانين تتبارى فى الإختيار والتجويد ومناقشة قضايا حساسة "النظارة السوداء" و "الطريق المسدود" و "أنا حرة" مثالا . سمعنا كذلك الكثير من الصالونات الفنية التى كان يعقدها أهل الشعر والموسيقى لاستطلاع رأى أهل المهنة دون خوف من سرقة فكرة أو جملة موسيقية كما نسمع حاليا لهذا فإن أعمالهم لا تنسى .
مع فترة السبعينات بدء الإنحدار بانسحاب الدولة من الإنتاج لحساب أصحاب الأموال من شركات المقاولات فكانت النتيجة تلك السديهات التى تملأ "فرشة" بائعى الجرائد والكتب نظرة سريعة عليها لتعرف حجم التخريب والتخلف التى امتلأت بها تلك الأشرطة ومع السكوت والصمت فقد وصلنا إلى نوعية أغانى كالتى فى عبد موته وشارع الهرم وهاتى ... يابت هذا غير وصلة ردح ملحنة تمتلأ بها محلات عصير القصب والميكروباصات والتكاتك التى أصبحت أشبه بسرطان لا أدرى كيفية السيطرة عليه.
حتى التليفزيون كان حتى وقت ليس ببعيد وسيلة للحفاظ على قيم الحق والجمال ببرامجه "العلم والإيمان" ، "جولة الكاميرا" و "أحاديث الشيخ الشعراوى" ، "صوت الموسيقى" ، "تكنولوجيا" ، "عالم البحار" وغيرها حتى الأعمال الفنية خمسة عشر حلقة أو أقل لكنها تحمل من القيم والإبداع الكثير وظلت هكذا قبل زحف من أدارت السينما ظهرها إليهم فنقلوا إليها مساوئهم من الشللية والمط والتطويل ورفع شعارات عن قضايا قوية بفقر درامى بجانب المشاهد التى لا تراعى أخلاقيات مشاهدى التليفزيون ونقلوا إليها نرجسيتهم وعدم تقبل أى نقد فهم فوق المسائلة والتى تسببت فى نفاذ رصيدهم السينيمائى هذا غير نظام المنتج المنفذ الذى أنهى العملية الإبداعية فى مقتل لنجد تدنى فى مستوى الأعمال إلا من رحم ربى.
الأنكى من هذا أن تجد فنانى هذه الأيام حريصون على الإحتفاء بمثل هذه الأعمال على سبيل الفانتازيا دون إدراك ووعى أن الكلمة مسئولية وأنهم قدوة وأنهم مسئولون عن ............... آه نسيت إذا كانت أعمالهم أصلا تنافى الذوق والآداب العامة فى معظمها فكيف بهم يرتقون بذوق المشاهدين ؟؟
لهذا ليس عجيبا أو غريبا أن يحظى "كيد النسا" بجزأيه و "زهرة وأزواجها الخمسة" و "الزوجة الرابعة" وغيرها الإهتمام والتغطية اللتان تليقان بإعلام العار ويتوارى عمل راق ك "رجل لهذا الزمان" عن العلامة المصرى مصطفى مشرفة ليترسخ الجهل والإنحطاط الأخلاقى ويستمر انحدار الذوق العام .
لهذا أرجع لسؤالى الأثير ماذا لو انشغل كل فرد بتطوير مهنته ومواجهة الفاسدين فيها ووضع ميثاق شرف للإرتقاء بها وأولهم أهل الفن والثقافة والإبداع لمواجهة هذا الإنحطاط فى الذوق الع