20‏/04‏/2013

I'm an old fasion

أعترف أنى إمرأة "موضة قديمة" أود أن أرى المرأة مرأة والرجل رجل . أن يحتوينى رجل يقود العلاقة بالحنان لا بالعنف وفرض الآراء لمجرد كونه رجل ، أن يكون سندى لا عبئى ، لكن فى زمن اختلاف المعايير وانقلاب الآيات فقد أصبح لدينا وفرة فى الذكورة وندرة فى الرجولة كقول د. عمر عبد الكافى.
فى حوار جانبى مع زميلتى عمل حول ما إذا كانت كلتاهما تتمنى لو رزقت بزوج "رجل" يعينها بديلا عن العمل ومواجهة أعباء الحياة وضغوطها وتحمل سخافات البشر وتحمل سوء المعاملة معظم الأحيان فى القطاع الخاص أم أنهما سعيدتين بما هما فيه و كانت إجابتهما مفاجأة لى نظرا لتوجهاتهما الليبرالية وإيمانهما العميق بحرية المرأة فى العمل والتحرك لكنهما فضلتا أن يكون لهما "ظهر" يستندان إليه ، وإن اقتحما سوق العمل فلقضاء الوقت وليس للحاجة المادية والمسئوليات التى تتحملها كلتاهما فواحدة مطلقة ترعى طفل والده - عندا فيها - لا يراعى ضميره فيه والأخرى متزوجة لكنها تتحمل النصيب الأكبر من التزامات بيتها المادية .
هم يريدونها هيفاء وهبى ونانسى وإليسا وفى نفس الوقت هى الطاهية الماهرة والمربية الفاضلة ومديرة المنزل التى تجعل من بيتها واحة لراحتهم لكن فى المقابل لم يفكر أحدهم فى حقها هى الأخرى أن تريده كبراد بيت وجورج كلونى أو توم كروز لكن ماذا تفعل إذا كانت كل البرامج والتوجهات الذكورية تحاوطها بواجباتها والتزاماتها نحو رجلها حتى من النساء أمثالها ولا يوجهون عيونهم لواجبات الرجل تجاه آل بيته ولا يشعرون بتلك الصبورة على كل هذه المشاق ولا تطلب سوى كلمة طيبة وعبارة شكر.
كان الرجل قديما يتحمل المسئولية المادية ولايقبل أن تعمل زوجته أو أخته حفاظا عليها من "البهدلة" فى مقابل رعايتها لبيتها لكن ورغم تلك المسئولية الرجالي فى المقام الأول ومع صعوبة الحياة ومطالبها إضطرت المرأة للخروج إلى سوق العمل لتشارك وتعين وبدلا من أن تشكر وتقدر مجهوداتها للأسف أصبحت الكثيرات منهن تعانى من نكران الجميل والجحود والسخرية والمقارنة بالجميلات من المشاهير دون تقدير للفارق فى التعب والمجهود بين إمرأة لا هم لها سوى الحفاظ على رأس مالها وهو جسدها لتظل نجمة مطلوبة كممثلة أو مطربة وبين من تقوم من الفجر لرعاية أسرتها وخدمة افرادها بل وذاد الطين بلة ظهور الذكر – لا يستحق لفظة رجل – النطع الذى يحيا على مجهود أنثاه .
هى المدانة "الوحيدة" حال تعرضها للتحرش وهى المدانة "الوحيدة" لو تعرضت للإغتصاب وهى المدانة "الوحيدة" فى حالة الإنفصال ، دائما هناك القول المأثور "الراجل ما يعيبوش حاجة" فهو فالنتينو إن تحرك كالفراشة من فتاة لأخرى إما هى فتثار حولها الأقاويل لو خطبت وانفصلت لتعيش أسوأ تناقض على الإطلاق فى تفسير معنى الرجولة ومعنى الشرف .
لكن يحضرنى سؤال هل نحتاج لقوانين غربية أو ميثاق أمم متحدة كى تحصل المرأة على حقوقها وكى يعرف الرجل واجباته ؟؟ هل نحتاج للغرب كى يعيد ما كان حينما كان الرجل رجلا غيورا على إمرأته مقدرا لها ؟؟ هل نحتاج للغرب كى يعلمنا كيف تصان المرأة ؟؟ هل نحتاج للغرب كى يعيد لنا قيمنا وأخلاقنا ؟؟ لماذا تتجه أنظارنا خارجا فى كل أمورنا غافلين عما لدينا ؟؟ لم نبحث عن قوانين وضعها بشر فى حين رب البشر أعطى المرأة حقوقها كاملة ؟؟؟
فى اعتقادى وقناعتى المشكلة ليست فى النصوص وإنما فى التربية والتوعية والتثقيف وما ربت عليه كل "إمرأة" أبنائها من الذكور والذى ينعكس عليه تلقائيا فى تعامله مع أخته وقريبته مرورا بجارته وزميلة الدراسة والعمل وصولا لنظرته لزوجته وتعامله معها. المشكلة الرئيسية لدينا فى التحايل لعدم التطبيق واقتطاع النصوص معظم الوقت فى رسائل لتحميل المرأة كافة المهام لإنجاح العلاقة وانجاح البيت والتماس الأعذار للرجل . صحيح ليس كل النساء ملائكة ولكن لسن الشيطان الأكبر والوحيد كذلك فالعلاقة تبادلية.
النصوص موجودة وواضحة وقتلت بحثا وتفسيرا وقيلت مرارا وتكرار قديما وحديثا لكن يتم التغافل عنها من المطالبين بحقوق المرأة وحرياتها متحسسين طرق الغرب فى التناول لأنه أصدق إنباء من الدين جهلا به وبنصوصه حينا أو خوفا من المفسرين حينا آخر ، وهنا المصيبة مزدوجة أن يرفض نص إلهى تحاشيا للمتطرفين والموتورين والجهلاء فى صالح نص بشرى له ما له وعليه ما عليه ويتم التغافل والتعامى عن الوسطيين المعتدلين ولا ينجموا إعلاميا بما يليق بهم وما يليق بهذا الدين العظيم .
كثيرات للأسف لا تدرى أن قوانين التوريث الإسلامية أعطت للمرأة سبعة عشرة حالة ترث فيها أعلى من الرجل وستة حالات تتساوى به وأربعة حالة ترث نصفه .
كثيرات للأسف لا تدرى أن الإمام أحمد بن حنبل أعطى للمرأة الحق فى وضع الشروط التى تريد فى عقد زواجها، كثيرات يجهلن  كيف كان يعامل الرسول زوجاته وكيف حاله معهن حين يغضب وحين يرضى .
لهذا رجاء ابحثن فى كتب السيرة والتفاسير عن حقوقكن وطالبن وتمسكن بها ففيها العدل والكفاية .

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

مشكلة ابدية ، لا حلول ، نعم التربية
الخاتمة ممتازة

Unknown يقول...

مشكلة ابدية ، لا حلول ، نعم التربية
الخاتمة ممتازة

Unknown يقول...

مشكلة ابدية ، لا حلول ، نعم التربية
الخاتمة ممتازة

Unknown يقول...

مشكلة ابدية ، لا حلول ، نعم التربية
الخاتمة ممتازة