18‏/05‏/2012

حينما تٌقهر أمرأة من قبل إمرأة أخرى

كثيرون هم من دعاة حقوق المرأة يتحدثون عن قهر الرجل للمرأة وهذا لا يمكن إنكار حدوثه فى مجتمعنا لأننا للأسف – حتى برامجنا الدينية – دائما ما تركز على واجبات المرأة ولا أحد يتحدث عن واجبات الرجل تجاه زوجته وتجاه نساء أسرته. تحترم المرأة التى بلا تجارب من قبل الرجل وتهان الأخرى حتى لو كانت تجربتها مجرد خطوبة غير ناجحة. هذه النظرة الذكورية أساسها تربوى ودعوى لكن لا أحد يهتم لكن الأشد قهرا هو أن تقهر إمرأة إمرأة أخرى مثلها والأمثلة عديدة.
لا تٌطلق كلمة "عانس" إلا من قبل المرأة لا أتذكر أنى سمعت تلك الكلمة من رجل بل أعتقد أنهم أكثر رحمة ويحرصون على عدم جرحها حتى وإن كانوا بداخلهم يجدونها هكذا لأنه وللأسف تقاس قيمة المرأة فى مجتمعنا بحمل لقب زوجة وليس بحمل شهادة علمية.
أحيانا كثيرة لا يهتم الرجل كثيرا بفرق العمر بينه وبين ما يود الإرتباط بها لا يكترث كثيرا فى حالة قناعته بها إن كانت تماثله فى العمر أو أكبر منه لكن ولكى يتمم ارتباطه بها عليه أن يخفى هذا لأن أول المعارضين هى الست الوالدة ونساء العائلة للأسف !!!! لتنتطلق حملات من نوعية أن المرأة يظهر عليها علامات كبر السن أسرع أو أن فرصتها فى الإنجاب أقل ولماذا يرضى لنفسه هذه الدونية فى حين أن هناك فتيات هن أصلح منها بكثير. النظرة هنا وللأسف جنسية بحتة تغفل جانب الروح والعقل والقلب.
لم أتحدث هنا عن المطلقة أو الأرملة فهى فى نظر المجتمع درجة أكثر تدنيا لا يحق لها التفكير فى البدء من جديد. فمثلا لو قرر شابا لم يسبق له الزواج أن يعلن ارتباطه بأرملة أو مطلقة فهو قد أعلنها حرب شعواء من قبل نساء الأسرة عليه لتنطلق أسئلة ظاهرها رحمة وباطنها عذاب وأولها لماذا يفعل فى نفسه هذا ؟ وهل تستحق لهذه الدرجة ؟ أحقا جميلة لدرجة ان تحكم سيطرتها عليه ؟ كثيرا ما تنامى إلى سمعى حالات مماثلة وتبارت النساء – للأسف -  فى الدفاع عن حق الأم فى الرفض أن يتزوج ابنها من فتاة سبق لها الزواج أو حتى أرملة وأنها يجب أن تتصدى وبكل قوة لرغبة ابنها تلك رغم أن هذا مخالف لكل شرع وكل دين ولكن من يستمع ؟؟!!
إذا كان الرسول (ص) وسلم قد تزوج بمن هى أكبر منه بنحو عشرون عاما وكانت أرملة فكيف بمن يدعون أنه قدوتهم لا يتأسون به حينما يواجهون الواقع ؟؟!!!
لهذا لم يكن مفاجئا بالنسبة لى أن تقوم عضو حزب الحرية والعدالة "عزة الجرف" الشهيرة بأم أيمن بالهجوم على أى إمرأة تتعرض للتحرش وتحملها المسئولية لما ترتديه من ملابس مثيرة !!! متناسية أن التحرش تتعرض له محتشمات ومحجبات بل ومنقبات أيضا لكنه الجهل بل وزادتنا من الخبل بيت حينما صرحت بأن المناهج التعليمية يجب أن تفصل بين ما يدرس للأولاد وما يدرس للفتيات.
وسيذكر التاريخ التصريح اللوذعى الذى أطلقته المحسوبة على النساء خطئا "لميس جابر" حين تعرضت "ست البنات" للسحل والتعرية على مرأى ومسمع من الجميع فى أشرف بقعة على أراضينا فى ميدان التحرير وقولها أنه لا شرف للبنت الجاهلة الأمية فى مقابل بكائها وعويلها على حريق المجمع العلمى.
الأنثى فى مجتمعنا مدانة طوال الوقت لو لم تتزوج فهى "عانس" ولو أرملة فهى "نحس" ولو مطلقة فهى "ما بتعمرش" والألفاظ بين الأقواس هى ألفاظ نسائية بحتة للأسف .
الإسلام أعطى للمرأة كرامة وشخصية اعتبارية مستقلة ولها الحق فى إدارة مالها بشكل مستقل لتأتى امرأة أخرى لتنكر عليها حقها فى الحياة بكرامة وباحترام . تبا.

04‏/05‏/2012

ملاحظات على عام فات !!!

1)    خلال الثلاثين عاما كانت كل التيارات داخل حجراتها لا تتواصل مع غيرها والسبب الرئيسى هو تربص النظام بالمعارضة بكافة أشكالها.
2)    بدأت المظاهرات يوم 25 يناير للرد على انتهاكات الشرطة وتصاعدت الأحداث إلى حد طلب أن يرحل مبارك نفسه ولا تفاوض قبل الرحيل ..... دون طرح البديل.
3)    أثناء ثمانية عشر يوما ذابت كل التيارات والتوجهات فى بعضها وأعاد الجميع النظر فى جاره واكتشاف رفيقه على أسفلت ميدان التحرير بشكل مذهل.
4)    الهدف كان واحدا وهو رحيل كنز اسرائيل الإستراتيجى .... دون طرح بديل لأن كل تيار وتوجه كان يرى البديل طبقا لحلمه هو ومشروعه هو  وهو ما أدى لاحقا إلى عدم انتشار روح التحرير لتعم مصر كلها بعد التنحى.
5)    لم ينتبه الجميع إلى أن هناك الكثير من نقاط التلاقى لا تعد ولا تحصى لكن الكل كان يبحث عن نقط الخلاف وتضخيمها وعدم السماع للآخر ويطال الجميع من الجميع اتهامات الخيانة والعمالة والعمل للمصالح الشخصية ................ ويظل الموقف معقد وبلا بديل يلتف حوله كل الفصائل فى تسامى وتعالى على المصالح الشخصية ويكون توافقى بحق.
6)    بعد الإستفتاء على التعديلات الدستورية وما تلاها من إعلان دستورى وكما هو متوقع لدى الجميع  (ماعدا الأغبياء فقط) فى تنامى التيار الإسلامى كأغلبية كل التيارات المخالفة كالمعتاد بدلا  من دراسة أسبابه والعمل فى الشارع بشكل احترافى استمر الجهاد التليفزيونى والفيسبوكى والتويترى والمتوتر فى ذات الوقت .
7)    مع تصاعد الأحداث والصدامات بداية من فض الإعتصام بالقوة أول شهر رمضان مرورا بأحداث مسرح البالون وماسبيرو ومحمد محمود وأخير العباسية فشل على كافة الأصعدة من كافة التيارات على طرح بديل مقبول شعبيا . لكن احقاقا للحق كانت النتائج إجابية وهى أن الضغط الشعبى  وأعنى به أن مصر فى معظمها حتى الكنبة منهم كان مؤيدا للطلبات وكان دائما يتسبب هذا الضغط فى صدور قرارات تصب فى صالح الثورة لكن لم يتم الإستفادة أو التعلم على الوجه الأكمل فى تبنى طلبات تمس عامة الشعب المصرى وتؤثر فيه بشكل مباشر.
8)    مع بداية الدورة البرلمانية ومع سوء أداء النواب وانشغالهم بالتوافه على حساب مصالح الناس اليومية (قانون الخلع – المواقع الإباحية – تدريس اللغةالإنجليزية – الأذان أثناء عقد الجلسات .. وغيره) بدأ رصيد الإخوان يقل لدى المواطن العادى وبسبب غياب البديل الثورى المناسب أصبحت أسمع كثيرا "نار المخلوع ولا المستقبل المجهول مع فصيل لا يعى طلبات الشعب الذى يمثله" .
9)    لم تكن المسألة صعبة إذا أمام المجلس العسكرى ليصول ويجول وينتقل من فشل إلى فشل إذا افترضنا حسن النية أو تفريغ الثورة من محتواها ومعناها بفرض التواطؤ.
10) تكشفت وجوه كثيرة كانت تخفى خلف مقالاتها أو ظهورها الإعلامى إما فساد عقلى وفكرى أو أطماع فى الثورة والدولة الوليدة . تكشف لنا غياب الرؤيا والوعى لدى ما يطلق عليهم النخبة هما خبراء لا يشق لهم غبار فى التحليل والتنظير لكن فشلة فى وضع حلول عملية أو حتى تأثير لا يتجاوز الشاشات أو لوحة مفاتيح الكمبيوتر. للأسف من الصعوبة بمكان أن تجد أحدهم لديه نظرة ولو بسيطة للأمام للغد لا تجد أكثر من موضع القدمين هذا إن أحسنوا التحليل.

هل يعنى هذا أنه لا يوجد أمل ؟  على النقيض تماما الأمل موجود والحل فى البحث فى موقع اليوتيوب على فيديو للقاء أجرته قناة النهار فى برنامج "آخر النهار" لمحمود سعد عن جامعى القمامة .