28‏/03‏/2013

المهنة اعلامى !!!!


دائما يبدأ يومى بجولة فى الصحف اليومية على مواقعها على الإنترنت . أتجول فى كل المواقع سواء التى تتفق مع رؤاى السياسية أو تختلف معها . لا أبحث عن الأخبار فغيرى يفعلون لكنى أتجول بين روابط مقالات الرأى والفكر . من خلال متابعتى المستمرة أصبح لدى شبه يقين ما الذى سيقوله كاتب المقال من خلال عنوان مقالته حيث لا جديد فى الأغلب لأن الإنحيازات والتوجهات واضحة ولا يحاول أغلبهم أن يضع نفسه فى المعسكر المقابل  أو يعيد قراءة المشهد.
بنسبة تقارب التسعين بالمائة أغلب المقالات تعتمد على خبر ما أو تصريح ما أو نقاش ما لتبدأ حملة السباب والشتائم والهجوم والتشكيك فى النوايا والتخوين بلا أى مبرر قوى لو كان معارضا وفى المقابل إشادة بالخبر أو التصريح بهجوم مضاد على المعارض ورد سيل الإتهامات إلي صدره . نادرا ما تجد كاتب موضوعى يستطيع التخلى عن قناعاته المعروفة ويرى الإيجابيات قبل السلبيات .
الشتائم والسباب سمة أغلب المقالات وتستطيع أن تسميها "مقالات رد الفعل" حيث لا جديد من أيام المخلوع انتظار لشئ ما ثم قلم وورقة وادبج مقالة اشتم وسب "وفش غلك" وانتهى ودمتم وفى المقابل تأتى من المؤيدين رد على المقال وسب موازى.
قليلون هم من يسبحون ضد التيار ويحاولون الحفاظ على المصداقية والموضوعية قدر الإمكان ويطرحون اقتراحا أو يعرضون فكرة فى محاولات مستميتة للخروج من الأزمة تلو الأخلى لهذا لا يقابلون إلا بالإتهامات ببيع القضية والثورة والتحول وشرب الشاى بالياسمين .
قليلون هم المنصفون من يشيدون بالإيجابيات ولا يغضون الطرف عنها أو يهملوها ويتحججون إن هم ووجهوا بها أنهم لا يعرفون ولم يأت إليهم خبرها .
هم من ينتقدون السلبيات بهدف تطوير الأداء وتحسينه لا غرض لهم سوى المصلحة ولا يبغون سوى إرضاء ضمائرهم ويتحملون فى سبيل ذلك سخافات القراء وسفالة معظمهم وأسلوبهم فى ترك فكرة المقال والنبش فى أخلاق الكاتب .
ربما هذا تأثيره على من يهوى القراءة وهم قلة فليس كل من يعرف القراءة مهتم بالمتابعة لكن التأثير الأسوء هى برامج التوك شو حيث لا مجال للحياد أو المصداقية من الجانبين . كل طرف لا يتهاون فى اختيار الأخبار والضيوف الداعمين لتوجه صاحب القناة أو مقدم البرنامج .
الإعلام عندى توعية وتثقيف والإرتقاء بالناس وليس الإنحدار لمستوى السفلة منهم باسم يوسف مثال لنوعية الإنحدار فى المستوى اللفظى والإيحائى . هناك فرق بين الإنتقاد وأن تصل السخرية والوقاحة إلى المنازل فى الفضائيات المفتوجة وليست المشفرة ، ولو ظل بهذا الأداء سيفقد الكثير من الجمهور وستطاله الشتائم وستعلو أصوات معارضيه دون أن تجد ردا حارا من مؤيديه للأسف .
كم برامج هجوم وهجوم مضاد وشتائم وسباب وتخوين لدرجة أن أغلب الأطباء النفسيين ينصحون مرضاهم بالبعد عن مشاهدة التليفزيون فى الفترة الحالية أو قراءة الجرائد تجنبا لإرتفاع الضغط والإكتئاب .
لا يوجد بناء أو دفع للإمام إنما تفجير الخصم معنويا يجرى على قدم وساق . لست دارسة للإعلام ولا أزعم أنى قارئة أكاديمية لكيف يكون الإعلام لكن المنطق والعقل يقول أن من يديرون تلك المنظومة هم للمجرمين أقرب.

ليست هناك تعليقات: