27‏/12‏/2012

هل لديكم الشجاعة ؟؟؟؟


هل لديكم الشجاعة أن تقولوها صراحة أن المادة الثانية هى سبب توتركم وليست التيارات الإسلامية أو المتأسلمين كما تطلقون عليهم ؟؟ هل لديكم الشجاعة أن تقولوها بملء الفم لا نريد الدين إلا داخل المساجد بدلا من اتباع اسلوب "اللف والدوران" والتلكك بأصحاب الفتاوى الشاذة والمتخلفة القادمة من الكهوف والعصور الوسطى لأنه فى المقابل هناك مؤسسة وسطية قوية بعلمائها وفقهائها تستطيع أن توقف هؤلاء وتضعهم فى مكانهم الذى يستحقونه ؟
الإخوان المسلمون أو السلفيون أو أى جماعة دينية ليست هى الإسلام ولا يجب أن ينصب أحدهم نفسه متحدثا باسم الإسلام حتى الوسطيون العالمون يقولون نحن نتحدث عن الإسلام كما فهمناه ويختتمون اقوالهم بالكلمة القوية المأثورة "الله أعلى واعلم"
تقولون "تلك الجماعات ليست هى الإسلام ونحن مسلمون من قبلهم ومن بعدهم"  هذا قولكم وهو حق ولكن لا يصح بسبب قلة متطرفة أن نرفض خلط الدين بالسياسة بشكل مطلق .
تقولون " الدين مقدس والسياسة وسط مدنس ونبرأ بالدين من هذا " هذا قول باطل أريد به باطل لأنه إذا كان معترك السياسة دنس فإن من يدخله بطبيعة الحال مدنس مثله فكيف يتوقع أن يخرج من مثل هذا الوسط - وتلك صفاته – مافيه خير البلاد والعباد ؟؟؟
قيم الحق والخير والجمال هى قيم دينية فى المقام الأول منذ بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وما قامت عليه الحضارة الغربية التى تولون وجوهكم شطرها هو فى الأساس نتاج العقول العربية المسلمة وغير المسلمة التى عاشت فى ظل حكم اسلامى رشيد . حافظوا هم على القيم وطوروا وتقدموا وفرطنا نحن وتمسكنا بالقشور وابتعدنا على الطريق والمنهج . حين فصلوا الدين عن السياسة فصلوا الدين المسيحى بسبب تدخل الكنيسة المعطلة لكل اكتشاف باتهامات الكفر والزندقة ، التعذيب والقتل كان منهجها فلم نلزم أنفسنا بمبادئ وضعها غيرنا حلا لمشكلة عاشوها ولا نعانى نحن منها بل معاناتنا بسبب بعدنا عما يأمرنا به إسلامنا من العمل واتقانه والبحث والتفكير والتدبر فى الكون وأسراره ولم يأمرنا بالدروشة ؟؟
لماذا تريدون دين شكليا فى المساجد وفقط رغم أن قوام حياتنا هى الأخلاق والمعاملات التى أمرنا الله بها وجعل أقربنا مجلسا لنبيه يوم القيامة هم أحاسننا أخلاقا ؟؟؟
هل أدار عمر بن الخطاب رضى الله عنه دولته إلا بالدين وما فهمه منه وما اجتهد فيه وقاس على ما سبق وتعلمه على يد الرسول الأعظم محمد (ص) ؟؟ أليس عمر هو قدوتنا ومن قبله رسوله (ص) ؟؟ لا تجتروا الكلمة البغيضة وأين نحن من عمر لأن علينا أن نكون كلنا عمر فما فعله عمر ليس مستحيلا فقط جهاد النفس وتحرى الصواب واتقاء الله هو الطريق .
تقولون أن عمر خاف جهنم بسبب دابة بعيدة فى بلاد الشام لم يمهد لها الطريق فلم لا تتأسون بعمر فى كل الأمور فى قيادة الرعية ؟؟؟
هل لديكم استعداد أن تعلوكم درة حاكم إذا وجد فيكم اسرافا كما فعل عمر فى سوق المدينة موبخا أحدهم قائلا "أو كلما اشتهيت اشتريت ؟"
هل لديكم استعداد أن يتزوج أحدكم من ابنة بائعة لبن مكتفين بأنها ذات دين تطبيقا وليس كلاما وليست ذات ثروة أو مقام رفيع ؟
لا أحب أن تؤمنوا ببعض عمر وتكفروا ببعض ولكن تطرف قلة – وهم قلة – ليس سببا لرفض الدين فى المجمل فأكثر ما يثير تعجبى أن نبجل زى الراهبات – ولا اعتراض – فى حين أن المحجبة تثير فزعكم ولا تقابلوها بنفس التبجيل. تريدون أن يصل أهل الكفاءة وأهل الثقة إلى المواقع القيادية وهذا حق وصحيح وسليم وهو منهج اسلامى بحت حيث رفض الرسول (ص) أن يولى أباذر الغفارى الإمارة لأن به ضعفا وهو ما يتعارض مع القيادة وولى من هو أفضل منه رغم منزلته التى لا جدال فيها حتى فى سيرة موسى عليه وعلى نبينا السلام قالت ابنة عمران "يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين" ... القوة والأمانة هما المعيار قوة بغير أمانة بطش وظلم وجور وأمانة بغير قوة ضعف ووهن .
فى ديننا كنوز وحلول لأن الله سبحانه وتعالى لم يفرط فى الكتاب من شئ ولم يكن نسيا حتى نقول الدين يصلح هنا و لا يصلح هناك فقط ابحثوا وادرسوا وناقشوا وصموا آذانكم عن المتطرفين والمكفرين ومدعى العلم والفقه وابحثوا عن العالمين بحق والفقهاء بصدق لأننا نريد أن يصل الدين بأخلاقه وقيمه إلى أهل السياسة لا أن يصل الدعاة إلى السياسة لأن الخسارة مزدوجة فلا نحن احتفظنا بعالم فقيه ولا فزنا برجل سياسة محنك.