04‏/03‏/2013

عدوية ..


ابنة أختى فى بكالوريوس هندسة فى زيارة لأصدقائها فى بيتنا العزيز وطلبا لبعض الترفيه فقد قاموا بلعب مجموعة من الأغانى تنسحب أغانى عدوية - والتى لاقت هجوما فى بداية ظهوره – خجلا من مستوى انحطاطها لكنه زمن "الروشنة" !!!!
أنا من جيل تربى على الراديو وبرامجه التى ثقفت أجيال بأكملها على الكلمة الجميلة الرشيقة واللحن العذب ، تربى على أصوات لا تتكرر ولكل منها نغمة لا تخطئها أذن فاروق شوشة ، طاهر أبوزيد ، سامية صادق ، نادية صالح ، حسن شمس ، إيناس جوهر وغيرهم . مباراة من كل صوت منهم لإفادة الشعب وتثقيفه بأبسط الوسائل لهذا لم يكن غريبا أن يستمع فلاح فى القرية لقصائد أم كلثوم ويفهمها رغم صعوبة بعض ألفاظها .
الواقع الحالى مؤسف ومذرى الوساطة والمحسوبية والرشوة التى طالت كل قطاع طالت كذلك القطاعات الإعلامية والتنويرية بأنواعها وأخطرها الفن لهذا من يقود المسيرة ليسو أصحاب المواهب ولكن القافزون على المجال والتوريث الذى طاله كما طال كل مكان فى مصر.
نظرة لفترة الستينات "وما أدراك ما الستينات" لا يستطيع أن ينكر أحد أنها فترة ازدهار سنيمائى وسحر الأبيض والأسود لا ينكر وأعمال سينيمائية ما زالت تجد صدى عند إعادتها رغم حفظها عن ظهر قلب . مستوى الأعمال المقدمة كان راقيا وله رسالة تنهض وتشجع وتضع النقاط فوق الحروف طبيعى أن هناك استثناءات لكنها وسط المجموع لا تذكر .
يذكر أن يوسف السباعى كان مشرفا على ما يسمى "نادى القصة" وساهم فى اكتشاف مواهب لا تنسى يوسف القعيد وجمال الغيطانى وعبد الحميد جودة السحار وخيرى شلبى ويوسف ادريس وأمين يوسف غراب وغيرهم وكانت جموع الفنانين تتبارى فى الإختيار والتجويد ومناقشة قضايا حساسة "النظارة السوداء" و "الطريق المسدود" و "أنا حرة" مثالا . سمعنا كذلك الكثير من الصالونات الفنية التى كان يعقدها أهل الشعر والموسيقى لاستطلاع رأى أهل المهنة دون خوف من سرقة فكرة أو جملة موسيقية كما نسمع حاليا لهذا فإن أعمالهم لا تنسى .
مع فترة السبعينات بدء الإنحدار بانسحاب الدولة من الإنتاج لحساب أصحاب الأموال من شركات المقاولات فكانت النتيجة تلك السديهات التى تملأ "فرشة" بائعى الجرائد والكتب نظرة سريعة عليها لتعرف حجم التخريب والتخلف التى امتلأت بها تلك الأشرطة ومع السكوت والصمت فقد وصلنا إلى نوعية أغانى كالتى فى عبد موته وشارع الهرم وهاتى ... يابت هذا غير وصلة ردح ملحنة تمتلأ بها محلات عصير القصب والميكروباصات والتكاتك التى أصبحت أشبه بسرطان لا أدرى كيفية السيطرة عليه.
حتى التليفزيون كان حتى وقت ليس ببعيد وسيلة للحفاظ على قيم الحق والجمال ببرامجه "العلم والإيمان" ، "جولة الكاميرا" و "أحاديث الشيخ الشعراوى" ، "صوت الموسيقى" ، "تكنولوجيا" ، "عالم البحار" وغيرها حتى الأعمال الفنية خمسة عشر حلقة أو أقل لكنها تحمل من القيم والإبداع الكثير وظلت هكذا قبل زحف من أدارت السينما ظهرها إليهم فنقلوا إليها مساوئهم من الشللية والمط والتطويل ورفع شعارات عن قضايا قوية بفقر درامى بجانب المشاهد التى لا تراعى أخلاقيات مشاهدى التليفزيون ونقلوا إليها نرجسيتهم وعدم تقبل أى نقد فهم فوق المسائلة والتى تسببت فى نفاذ رصيدهم السينيمائى هذا غير نظام المنتج المنفذ الذى أنهى العملية الإبداعية فى مقتل لنجد تدنى فى مستوى الأعمال إلا من رحم ربى.
الأنكى من هذا أن تجد فنانى هذه الأيام حريصون على الإحتفاء بمثل هذه الأعمال على سبيل الفانتازيا دون إدراك ووعى أن الكلمة مسئولية وأنهم قدوة وأنهم مسئولون عن ............... آه نسيت إذا كانت أعمالهم أصلا تنافى الذوق والآداب العامة فى معظمها فكيف بهم يرتقون بذوق المشاهدين ؟؟
لهذا ليس عجيبا أو غريبا أن يحظى "كيد النسا" بجزأيه و "زهرة وأزواجها الخمسة" و "الزوجة الرابعة" وغيرها الإهتمام والتغطية اللتان تليقان بإعلام العار ويتوارى عمل راق ك "رجل لهذا الزمان" عن العلامة المصرى مصطفى مشرفة ليترسخ الجهل والإنحطاط الأخلاقى ويستمر انحدار الذوق العام .
لهذا أرجع لسؤالى الأثير ماذا لو انشغل كل فرد بتطوير مهنته ومواجهة الفاسدين فيها ووضع ميثاق شرف للإرتقاء بها وأولهم أهل الفن والثقافة والإبداع لمواجهة هذا الإنحطاط فى الذوق الع

ليست هناك تعليقات: