09‏/03‏/2012

ثلاثة أصابع إلى صدرى .....

حينما تشير بإصبع الإتهام إلى شخص ما انتبه لأنك تشير بثلاثة أصابع إلى نفسك.
لا شك أن إصبع الإتهام فى انحسار الثورة وتشويهها والهجوم عليها يشير إلى المجلس العسكرى الذى أضاع من عمر الثورة سنة وأكثر كان من الممكن أن تحدث تحولا مهولا فى حياة المصريين مستغلا حالة النشاط والحماس لدى عموم الشعب المصرى بعد التنحى. لكن بعد أكثر من سنة فقد عدنا إلى المربع صفر. وتشويه الثوار يجرى على قدم وساق إعلاميا . لكن لم يكن للمجلس العسكرى أن ينجح فى مؤامرته تلك إلا إذا كانت البيئة مهيئة لذلك فى الشارع ومع الناس وبسبب أخطاء الثوار أنفسهم. الثوار الذين أتوا من رحم بيئة فاسدة لسنوات هناك بالتأكيد من يجيد العيش فيها والتعامل معها والتعاطى مع مفرداتها فى حين أن الثوار يتحركون من منطلق البيئة التى يحلمون بها. هم لا يجيدون التلون ولا يجيدون الكلام المرسل البلاستيكى الذى طالما سمعناه من أفواه النظام السابق وأذنابه. لا يجيدون ترديد الأكلاشيهات إياها التى باتت عبء على قائليها وتتوارى بجانبها خجلا الألفاظ البذيئة والقبيحة كالشفافية والتوافق ومصر التى لا تنهزم ولا تركع. لكن فى المقابل هناك واقعا لم يجيدوا التعامل معه بسبب قلة الخبرة وفقر التنظيم. التشتت جريا وراء المحاكمون عسكريا والوقفات التضامنية والتى فشلوا فى تسويقها وطرحها شعبيا. كيف تشرح لعامل يومية لا يجد قوت يومه قضية مثل قضية علاء عبد الفتاح أو أحمد دومة؟!!!!
ألم يكن الثوار مدركين لطبع وطبيعة الشعب المصرى حتى ينقلب الشارع ضدهم لهذه الدرجة بعد التحية والتهنئة والمدح والشكر القديم؟  الثوار للأسف تمترسوا داخل جروبات يتشابه أعضاؤها معهم ومع رؤاهم. انسحب النشطاء من الفيس بوك إلى تويتر لا يسمعون غير أصواتهم وغابوا عن الحارات والعشوائيات. لا أدرى لماذا توقفت حملات "كاذبون" التى دشنوها هذه الحملات كان يمكن العمل عليها بأكثر من ذلك بل وتطويرها فى فضح كل المسئولين و المنافقين والمتحولين. كان من الممكن أن تساهم فى عمل إعلام موازى خاصة أنها مع الناس و فى الشوارع. هذا الشعب البسيط الذى يهاجم الثورة عندما يفهم يصمت ويسأل ما العمل.
لماذا توقفت المسيرات الصامتة التى كان يحمل شبابها لافتات بطلبات الثورة يجوبون فيها ميادين وشوراع مصر؟ ماذا فعل الثوار لمواجهة أمية القراءة والكتابة والأمية المعرفية وقلة الوعى ؟
أحدهم خاطبنى فى المترو أحد المرات أن أحد أسباب اختياره للحرية والعدالة هو أنهم وإن لم يقدموا له شيئا فعلى الأقل لن يسرقوه !!!!!!!!!!!!!!!!  ماذا فعلنا ليعلم أمثال هذا الشخص أنه ليس هكذا تدار الدول المتقدمة ؟ ماذا فعلنا لنساهم فى نشر مبادئ الإسلام الصحيح والتفرقة بين الشأن الدينى والشأن الدنيوى الذى تركه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم فى عبقرية مطلقة لفهم التطور الحضارى والمجتمعى؟ هل انتشر الثوار فى الأحياء الشعبية للتأكيد على مطالب الثورة من العيش والحرية والعدالة والكرامة ؟
هناك الكثير الذى كان يمكن فعله وجنى ثماره حتى لا نجد أنفسنا بعد عام وأكثرمن الثورة نبحث عنها فلا نجدها لأن وجه نظام المخلوع أطل علينا بقبحه وفجاجته بل وبباجحته ودون أية علامة على وجود حمرة خجل.
هل ضاعت الفرصة ؟ لا أظن لكنها تحتاج عمل مضنى وشاق. عمل تنسيقى تنظيمى بين كل الحركات الثورية تنطلق من أرضية مشتركة لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ولتكن انتخابات المحليات هى البداية.

أدين نفسى بنفس الدرجة وأشعر أن الكتابة وإن كانت تخرج ما فى صدرى لكن مازالت الأصابع الثلاثة تقتلنى يوميا لأنى أرغب فى العمل على أرض الواقع ومع الناس و أدعو أن يكون هذا قريبا.



ليست هناك تعليقات: