17‏/03‏/2012

إنسف حمامك القديم ....

لديكارت كلمة عبقرية يصف بها العقل البشرى يقول فيها "إن العقل كسلة التفاح ، مع مرور الوقت الكثير من هذا التفاح يفسد ولذا علينا بين الحين والآخر أن نخلى هذه السلة وننتقى منها التفاح السليم ونلقى بالفاسد" .  الرجل كان يقصد أن عليك دائما أن تراجع أفكارك وقناعاتك.

من هذه الأفكار أن الرئيس القادم وإن نجح فإن على معارضيه أن يصمتوا  !!!!  وإذا عارضه أحد سوف يلقى ما لا يحمد عقباه والحجة هنا أن هذا هو  اختيار الأغلبية . هذه  أول تفاحة فاسدة لابد أن تلقى بها لأن هذا  المعارض من رعايا هذا الرئيس وإن لم يختره وعليه أن يستمع إليه بل ويساعده فى حل مشاكله إن وجدت .

الأغلبية المسلمة تتعامل مع الآخر المختلف معها دينيا من منطلق الأفضلية الدينية على أساس " إن الدين عند الله الإسلام" هذا وإن كان يصلح بين المسلمين فلا يصلح مع غيرهم ، ببساطة لأنهم غير مسلمين أصلا ولا يجب أن نطبق معتقداتنا الدينية عليهم وهذا يدفعنى للسؤال كيف تتعامل هذه الأغلبية "بالعدل" مع غير المسلمين فى مصر حالة تولى منصب ؟ هل عندها استعداد لتعيين بهائى على سبيل المثال كفؤ فى مجال ما فى المنصب الذى يستحقه ؟ على فكرة يوجد فى مصر شيعة ومسيحيين وبهائيين وملحدين كذلك.

مايكل مور مخرج الأفلام التسجيلية الشهير أثناء استلامه لجائزة الأوسكار لأحسن فيلم وثائقى هتف "عار عليك يا مستر بوش" قاصدا حجم الكذبة التى روج لها فى الحرب على العراق ... كانت بالنسبة إلينا فى عالمنا العربى السعيد حدث جلل لكن بالنسبة لهم هو موقف عادى جدا ... لاحظ أن الهجوم تم وبوش فى الرئاسة ولم يقبض عليه ولم يفرض عليه الإعتذار. متى نتعلم أن نكون أحرار ولا نصنع أصنامنا ولا نضفى قدسية على شخص أيا كان وأن الشجاعة بعد ذهاب سلطانه هى الحقارة بعينها ؟

بالأمس القريب انبرى نائب فى مجلس الشعب لتحديد موعد للصلاة أثناء اليوم الدراسى. إذا تعجبت وانتقدت فاستعد لتهاجم بأنك ضد الصلاة وضد الدين وضد الإسلام . عزيزى المهاجم هذا خلط بين ما هو سياسى وتشريعى وإدارى وما هو دعوى . الدعوى مجالها المسجد والقنوات الفضائية . أما البرلمان فاعلم أن دور هذا النائب التشريع وتحسين أوضاع  المواطنين الذين انتخبوه وكان أولى به أن يهتم بالمدرسة المنهارة شكلا وموضوعا ومنهجا ويهتم بحال المعلم والطلبة.

نحن فى مجتمع الأنثى فيه مدانة دائما ، لو أرملة إذا هى نحس ، مطلقة هى السبب ولا تتحمل المسئولية ، عانس أكيد بها عيب أو متكبرة أو مبالغة فى طلباتها . من لديه نفس القدرة على مواجهة الرجل بعيوبه فى مجتمعنا بنفس الدرجة  ؟  للأسف لا تسأل (بضم التاء) المرأة عن عقلها أو مستوى تعليمها لكن السؤال دائما عن الحالة الإجتماعية وتقاس قيمتها بها .

لى صديق "فيسبوكاوى" اعتاد دائما رفع بوستات قوية لاحظت أنها مقتطفات من مقالات لمشاهير . فى البداية اعتقدت أنه من سارقى مجهود غيره لكن مع الوقت عرفت سبب إخفائه لإسم الكاتب لأننا نجعل مواقفنا من الأشخاص عائقا أمام تقبل رأى قد يكون به حلا أو كشفا ينير طريقا لهذا لا تعطل عقلك أمام عاطفتك.

أحد النواب طالب بتطبيق الحدود . طبقا للإنفلات الأمنى الحالى بالتأكيد ستجد صداها الواسع فى ذهنك بل وستتبناها لكن توقف قليلا واعلم أن الحدود هدفها الردع والمنع وليس التنفيذ . عمر بن الخطاب فى عام الرمادة أوقف حد السرقة بسبب المجاعة التى ضربت المدينة . الرسول (ص) راجع الشاب الزانى أكثر من مرة رغبة فى استتابته . لهذا عزيزى المتحمس للفكرة أعتقد أن الأولى هو توفير الحد الأدنى المعيشى فى الأكل والملبس والعلاج والسكن والقدرة على الزواج وبعدها عزيزى المتحمس سأكون معك فى طلب تطبيق الحدود.

راجع قناعاتك وأفكارك دائما وانتق منها الصالح والسليم وتخلص من الأفكار الفاسدة وتخلص من الخلط بين الفكرة والشخص والأهم انسف حمامك القديم .... أقصد أفكارك القديمة.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

موقع التدوينة فى صحيفة التغيير الالكترونية

http://www.altaghieer.com/node/34933