24‏/02‏/2012

أنجلينا جولى ................. سيدة نساء الفنانين

من الغباء إن لم يكن من السفه أن أطبق معاييرى الأخلاقية الشرقية وتعاليم دينى كمصرية سواء مسلمة كنت أو مسيحية على أنجلينا جولى لأنها ببساطة ليست مسلمة لأحاسبها بما لا تؤمن به وليست مسيحية طبقا لما أعلمه وقرأته وشاهدته من بنى وطنى من مسيحيى مصر.
لكنى بسهولة وثقة أستطيع أن أحكم عليها من منطلق إنسانى بحت. هذه الإنسانة المعينة من قبل الأمم المتحدة كسفيرة للنوايا الحسنة لا تنفق على جولاتها وتفقداتها من ميزانية المنظمة بل تعتمد كلية على مالها الخاص. هى من تتواجد دائما فى الأماكن المنكوبة ومع الضعفاء أيا كانت جنسيتهم أو لونهم أو دينهم. تتواجد بشخصها ومالها والملفت للنظر هوالتزامها الشديد بعادات وتقاليد البلد الذى تزوره فلا ترتدى إلا ما يناسب هذا البلد حفاظا على مشاعر اهله.
هى من تواجدت على الحدود الليبية التونسية أثناء الثورة الليبية تواسى الهاربين من جحيم المخبول الليبى وهى من تواجدت على الحدود السورية التركية لمواساة النازحين (نذكر أن فنانينا لم يدخروا جهدا لتشويه الثورة والولولة على الريش والبيتزا). هى من زارت دول أفريقية عديدة تعانى فقرا ومرضا ويذكر أن أولى بناتها ولدت فى تنزانيا وتبرعت للبلد وقتها بحوالى ربع مليون دولار من مالها الخاص.
زارت مخيمات اللاجئين بلبنان. واللاجئين الصوماليين بكينيا. وزارت أفغانستان. الصومال. باكستان. دارفور. سلفادور. تنزانيا. سيراليون وغيرها بشاحنات محملة بملايين الدولارات وبمختلف أنواع الأغذية والأدوية والأطعمة.
نظرة بسيطة على حالنا هنا تشعر معها بغصة فى الحلق . فناناتنا المعينات من قبل الأمم المتحدة أين هن من كل هذا؟  بل أين هن من قضايا البلد الذى يعيشون فيه ؟ 
الأغلب الأعم للأسف حالهن مزرى مقارنة بأنجلينا جولى . يعتقدن أن المشاركة المجانية فى أوبريت تافه فقير وضعيف فنيا هو قمة الوطنية. يعتقدن أن وقفة ضد الجوع أمام الأهرامات لا يشعر بها أحد يمكن أن تؤتى ثمارها وتحل المشكلة. يعتقدن أن المشاركة فى الدعاية لإحدى المؤسسات الخيرية ودعوة المصريين للتبرع قمة التفاعل الإنسانى. عودة للوراء أثناء مشكلة السيول فى أسوان وسيناء والحماس الذى تحدثوا به عن وجوب المشاركة المادية والمعنوية وانتهى للا شئ إلا حفلة قام بها تامر حسنى !!!  أذكر مطربة صرحت أنها ستحيى حفلة يوجه عائدها للمنكوبين وحينما اتصل بها متعهد حفلات تهربت منه !!!!
أثناء الكارثة الطبيعية فى هاييتى قام جورج كلونى بعمل سيمينار (لقاء تفاعلى) ضم العشرات من زملائه فى حملة على مستوى العالم جمع خلاله حوالى ثلاثين مليون دولار أمريكى لضحايا الكارثة وكان هو أول المتبرعين بمليون دولار تقريبا. الملاحظ أنه قاد الحملة مع بنى مهنته ولم يطالب الشعب الأمريكى بالتبرع كما يطالبوننا هم.
هناك من سيقول ربما يتبرع الكثيرين منهم سرا وهذا أمر لا غبار عليه ولكن يظل تأثيره تأثير صدقة على شخص فقير وليس على مجتمع كامل. هناك شئ اسمه التباهى الحميد فى فعل الخير لتشجيع الباقين.
عندما أقارن بين نجوم هوليوود ونجومنا العظام أجد الفرق كبيرا هناك الفنان دوره فى مجتمعه واضح ومؤثر خاصة ان هذا المجتمع هو سبب تلك الشهرة وهو من يدفع ثمن تذكرة السينما وثمن الألبوم .
لا شك هناك حالات فردية كمحمد صبحى وحنان ترك ولكن تظل حالات فردية وليست ظاهرة عامة فى الوسط الفنى الذى طالما صدعنا رموزه بأنهم الأكثر حساسية وشعورا بالمواطن العادى وهم على الأرض يعالجون على حساب دافعى الضرائب المصريين.

"أعلم أن هناك من سيترك المعنى وراءالمقال وسيتذكر فقط الكافرة العاهرة أنجيلينا جولى لعنها الله"

ليست هناك تعليقات: