12‏/02‏/2012

الإخوان ؟؟؟ !!!! تواطؤ وصفقات واللا الحكاية فنجرة بق ؟

لم تصبنى الحيرة كثيرا فى جماعة الإخوان المسلمين. تاريخهم معروف وبدايتهم معروفة وما دفعوه من ثمن زمن المخلوع معروف كذلك وليس لدى الكتير لأضيفه. لكن قبل الثورة بأيام وأثنائها وبعد خلع مبارك توقفت كثيرا أمام التضارب فى التصريحات بين قيادتها وتغير المواقف طبقا للظرف والحدث وكذلك النشوة والثقة من أنهم الأغلبية سواء فى الشارع أو فى البرلمان بعد الخلع.
ومع تلك الأغلبية ظهر التساؤل أمام عينى قويا إلى أى مدى يمكن أن يحقق الإخوان أحلام هذا الشعب ؟
الأحزاب على عهد المخلوع تعودت على التفاهم والصفقات مع صفوت الشريف وتقسيم مجلس الشعب والرضا بكرسى هنا وكرسى هناك ووطنوا أنفسهم على أن ملف التوريث قادم لا محالة وما معارضتهم المعلنة له إلا ذرا للرماد فى العيون ولهذا لم يكن لديهم خطة لإدارة البلاد أو برامج حال تغير الأوضاع والوصول إلى موقع المسئولية والقيادة وإدارة هذه البلاد بل كان الرضا بالفتات هو سيد الموقف لذا لم يكن غريبا أن يقوم بالثورة شباب خارج هذه التنظيمات بما فيها الإخوان.  إذا ما الذى يمنع أن يكون الإخوان مثلهم مثل تلك الأحزاب؟
إذا افترضنا حسن النية وبعد متابعة لجلسات مجلس الشعب برئيسه بأغلبيته وتصديق مهازل تصريحات الحكومة ووزير داخليتها والتناقض بين شكر المجلس العسكرى وفى نفس اللحظة إدانة سوء إدارة الفترة الإنتقالية ومع التمسك الغريب باجراء انتخابات شورى هم أنفسهم ينوون إصدار قانون بإلغائه وكذلك التمسك بخارطة طريق المجلس العسكرى فى تسليم السلطة يونيو 2012 وبعودة قصيرة إلى الحملات التى قادوها بشكل غير مباشر للتأثير الدينى على الناس وجعل الإنتخابات أولا حتى لا تشكل لجنة وضع الدستور بعيدا عن أعينهم ثم بعد تصاعد الأحداث فى محمد محمود والجنون المحموم لاجراء الإنتخابات التشريعية فى موعدها أجد أنهم مازالوا يديرون أنفسهم بعقلية ما قبل الثورة وهى الرضا بالقليل وتحسس الخطى والخوف من التصادم مع السلطة أيا كانت.
لا أعتقد أن لديهم رؤيا والدليل تصريح خيرت الشاطر عن حاجة البلد لمساعدات الدول الأجنبية رغم شعار الحزب "نحمل الخير لمصر" وأيضا طريقة معالجة الأزمات وأبرزها أنابيب الغاز وبدلا من مسائلة المتسبب فى الأزمة وفى حدائق حلوان على سبيل المثال قاموا بتوزيعها بأنفسهم. ربمايصلح هذا السلوك من جمعية خيرية لكن ليس من حزب له أغلبية برلمانية.
لو لدى الإخوان رؤية كاملة أو صحيحة (لاحظوا أنى ما زلت أفترض حسن النية) ما الذى يمنعهم من طرحه علنا وفرضه على المجلس العسكرى ؟ ما الذى يمنعهم من الإحتماء بالشارع وبالناس ؟
هى نفس الناس التى اسقطت المخلوع وهى نفس الناس التى لقنت الداخلية دروس لا تنسى وهى نفس الناس الى اصطفت فى الشوارع للإنتخاب وهى نفس الناس التى أجلستهم فى مجلس الشعب وهى نفس الناس التى تثير زخما فى الشارع وبين الناس لا ينكر سلبا أو إيجابا.
أما إذا افترضنا سوء النية ووجود صفقة بين المجلس العسكرى والإخوان لتقاسم السلطة على موجبها يتم توفيق أوضاع أعضاء المجلس العسكرى بعيدا عن المحاسبة مع وضع خاص للمؤسسة العسكرية فى الدستور الجديد ويكون للمجلس سلطته الرئاسية فى مقابل سلطات الإخوان التشريعية ؟؟؟؟؟!!!!
ما المكاسب التى يسعون إليها من هذه الصفقة؟ هل تدنت طموحاتهم إلى هذا الحد؟ هل تلك المكاسب عظيمة لدرجة الدفاع والتبرير للسلطة عسكرية أو سياسية؟ أى مكاسب يمكن أن تجعل حزب أغلبية له رصيد فى الشارع من أتباعه ورصيد آمال وأحلام من غيرهم تجعله يرمى وضع يسمح له بقيادة البلد وتحمل المسئولية السياسية والوطنية  وراء ظهره؟
ألا يدرون أن صفقة مشبوهة مصيرها سلبى على الأرض ومع الناس خاصة مع العيون المفتوحة على أدائهم هم وغيرهم؟

الناس مشتاقة للتغيير الجدى لحياتها ولو لم تجده واقعا على الأرض ستنتفض من جديد خاصة إذا فهم الناس أن طريقة الإحسان والصدقات لن تحل أبدا مشكلة ولن تبنى مجتمعا.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

رابط نشر المقال فى صحيفة التغيير الألكترونية

http://www.altaghieer.com/node/30933