10‏/02‏/2012

سمعنى مدفع الإضراب ....

 لا أنكر أنى كنت فى حيرة كبيرة من أمرى تجاه موضوع الإضراب. كنت على قناعة أنه البديل الوحيد المتاح طالما سدت كل الطرق وأغلقت ولا صوت يعلو فوق صوت المواطنين الشرفاء. لكن كانت توجعنى وجوه الناس فى الشارع وفى المترو وفى كل مكان أقابلهم فيه وأتسائل : ما ذنب هؤلاء فيما جرى ويجرى ؟ لماذا دائما هم دافعو فاتورة كل ما يحدث وهم فقط الذين يتأثرون ويعانون؟ لماذا هم فقط من ترك الألم واليأس علاماته على وجوههم؟
لم تستغقرنى الأسئلة طويلا رغم صعوبتها لكننى وكما تعودت قررت أن أعود بالمشكلة لجذورها. جذورها هذه ليست بعيدة لكنها تعود إلى يوم 25 يناير 2011 أو قبلها حينما قرر الشباب الخروج لرفع مطالب محددة حفظناها عن ظهر قلب "عيش .. حرية .. عدالة إجتماعية .. كرامة إنسانية" .
وجدتنى بدلا من أن أحار فى أمرى تجاه الإضراب وجدتنى أطلق سهامى تجاه دعاة رفضه أيا كانوا وأيا كانت مرجعيتهم وانتمائاتهم. وجدتنى أتسائل عن النوايا وراء هذا التصعيد والرعب المريب تجاه الإضراب. لهذا يا دعاة رفض الإضراب واللعب على عواطف هذا الشعب المكلوم والمطحون والمبتلى بكم أجيبونى هل تحقق شئ من الطلبات الأربع التى رفعت ؟
ستقولون سنة ليست كافية أبدا لاصلاح خراب وفساد وسرطان مدته تفوق الثلاثين عاما. لا خلاف على هذه الجزئية إذن نعيد صياغة السؤال مرة أخرى هل تم وضعنا على الطريق الصحيح لتحقيق هذه الأهداف التى قامت الثورة من أجلها ؟ هل صورح هذا الشعب بوضع بلده الحقيقى على كافة المستويات ليشارك فى وضع الحلول بدلا من نصائحكم الفوقية وكأنكم أنتم فقط من تملكون الحقيقة المطلقة والحكماء والعالمون ببواطن الأمور؟
نعيد الصياغة للمرة الثانية : هل تم وضع خطة  أو جدول زمنى معلن حتى نطمئن ونصبر ونشارك بقلوبنا وسواعدنا ثقة فى أن المسألة مسألة وقت وأن الأحلام ستصبح حقيقة يوما ما؟  هل تحقق أى شئ فى هذه البلد إلا بعد ضغط؟

لن أتحدث عن الشهداء أو المصابين الذين تساقطوا طوال عام مضى ولم يمر شهر واحد لم تروى فيه هذه الأرض بدمائهم. لن أسألكم عمن فقدوا نور أعينهم لكنهم أبدا لم يفقدوا البصيرة. لن أتحدث عن القصاص أو العدالة أو حتى عن محاكمة رموز النظام المخلوع. لن أتحدث عن رموز الفساد الذين مازالوا يقومون بدورهم المخجل والذى يرقى لمرتبة الخيانة فى كل مؤسسات الدولة. لن أتحدث عن تطهير الداخلية أو حتى أداء مجلس شعب ما بعد الثورة. سأعتبرها قضايا ثانوية لا تستحق الوقوف أمامها. فقط أريد ردا شافيا وافيا مقنعا عن السؤال الأول هل تحقق من طلبات الثورة شئ؟
الإجابة لا تحتاج إلى تفكير إنها لا شئ تحقق. لهذا ليس عجيبا ألا يشعر المصريون بأية تغيير إيجابى فى حياتهم وأمور معيشتهم اليومية.
لا مكسب نلناه إلا كسر حاجز الخوف وأن لا أحد أيا كان منصبه أو وضعه أو مكانته ليس فوق النقد وليس فوق السخرية اللاذعة بالطعم المصرى الأصلى وقريبا لن يصبح أحد فوق المحاسبة حينما تصل الثورة برجالها إلى أماكن صنع القرار فى هذا البلد.
كفانا خداعا لأنفسنا فنحن من ننظر شهريا إلى نتيجة الحائط بحثا عن أيام الإجازات ونحزن إن صادفت يوم جمعة أو سبت لأننا لن نمنح (بضم النون) يوما بديلا.
لست بصدد حصر مواقف وتصرفات وأفعال ليس لها دلالة سوى أننا غارقون فى الوهم ولا نعمل بقدر ما نتكلم ولا أجد أبلغ من تغريدة رفعها أحدهم مطالبا المهاجمين بالإنتظار والحكم فإن اتسع نطاق الإضراب ليشمل الغالبية من الشعب والمؤسسات إذن الشعب هو صاحب الكلمة ولا أحد غيره وإن فشل فقد إنكشف لدعاته حجمهم أمام أنفسهم وفى الشارع.

هناك تعليقان (2):

emy يقول...

ردي علي سؤالك لمن يعترض علي الاضراب هل حققت الثورة مطالبكم نعم منا من حصل علي الكراسي ومنا من لديه مصالح مع من يحكمنا ومن من تعود علي مسح جزم حكامنا

Unknown يقول...

موقع المقال على صحيفة التغيير الالكترونية:

http://www.altaghieer.com/node/30590