02‏/10‏/2012

فى المترو



مراقبة الناس فى وسائل المواصلات متعة. النظر إلى وجوههم يعكس الكثير وينبئ بالكثير. حتى الجريدةالتى يقرئونها توضح التوجهات والآراء التى يحملونها.
خلاصة نقاش دار فى المترو فى المسافة من حلوان حيث أسكن إلى رمسيس أو كما سميت بعد الثورة "محطةالشهداء" كان المجموع محبطا (بفتح الباء) ومحبطا لى (بكسرها) .
كانت البداية سخرية من تصريح قيادى إخوانى أن الحرية والعدالة ستأتى للشعب بأنهار العسل !!!! وهل سيكون أبيض أم أسود
الناس لم تشعر بتغير يذكر منذالثورة حتى تاريخه وليس لديها مانع أن يحكمها حرامى(شفيق) ولا يحكمها من يجدونه فاشلا (مرسى) والأمر هو القناعة التى لديهم أن شفيق برئ رغم تكشف الكثير والكثير من الفساد والسرقة واستغلال النفوذ وأنه بالطبع لا يجب أن يعود ليواجه الإتهامات لأنه لن يلقى محاكمة عادلة لأن الموجودون على الساحة متربصين به  !! (علامات التعجب من عندى).
الكارثة عندى تضاعفت بجملة غريبة أو للدقة بسؤال غريب  : هو مين كان شريف فى البلد ؟؟؟؟
النقاش دار عن أن فى السابق كانت الأوضاع أفضل والسبب طبعا القرار الأخير بزيادة أسعار المياه هذا غير الزيادة المرعبة فى أسعار السلع المختلفة والتى لم يجدوا من الحكومة الحالية سيطرة عليها.
كنت أهم بسرد تاريخ المخلوع المؤسف فى زيادة الأسعار المستمرة والضرائب الجديدة غير السرقة واستغلال النفوذ وسرقة البلد والأموال المهربة للخارج و و و و و  ..  وأن المشاكل الحالية لا تختلف عن مشاكل الفترة الماضية وأننا لم نكن نعيش فى سويسرا كى نترحم عليها وأن ما نحيا فيه هو استمرار لما سبق ولكنى آثرت السلامة لأستمع للنقاش الدائر.
وجدت أن الأغلبية لا تثق فى التيارات اللاعبة على الساحة ولا يستثنون أحدا ويجدونهم يعملون لمصالحهم الخاصة وليس لديهم القابلية لتجربة أى جديد غير مضمون وغير مأمون ولص نعلمه أفضل من شريف لا ندرى عنه شيئا خوفا من أن نسير من سئ لأسوأ.
ما يدور على الساحة بين المثقفين والإعلاميين وعلى مواقع التواصل الإجتماعى بخصوص الجمعية التاسيسية للدستور سواء من حيث الأعضاء أو من حيث المواد ليست مطروحة . الأسعار والغلاء وعدم وضوح الرؤيا هى المسيطرة على الساحة كل ما يتابعونه ويتبادلون الآراء بشأنه هى الحياة والعيشة والأسعار والمشاكل والمواصلات ................ الخ
الملفت للنظر أن تصريحات التكفير والتخوين المتداولة والكثيرة حاليا إعلاميا لم يكن لها محل فى هذا النقاش على الإطلاق !!!
نزلت من المترو تتصارع بداخلى الأفكار عن الثورة والشهداء والمصابين والأحداث التى تلت الخلع وهل كنا على صواب أم على خطأ ومتى يستريح هذا الشعب المنهك ؟؟
المجاهدون على تويتر وفيسبوك والسياسيون عيونهم لأعلى على الكرسى وعلى أصحاب القيادة والقرار لكن للأسف لا ينزلون إلى الشارع ولو للإستماع فقط سيجدون أن الثورة أحد مشكلاتها الأساسية أو إن شئت الدقة مشكلتها الوحيدة هو عدم طرح بديل للنظام السابق قوى و مقنع . هو الصراع الدائر حتى بين الخلفية الواحدة . هو فشل استغلال اللحظة التاريخية لتوحد البرادعى وصباحى وأبو الفتوح وحتى أبو اسماعيل أثناء أحداث محمد محمود . هو عدم استغلال لحظة تاريخية أخرى تزامنت مع التدافع على ميدان التحرير وكافة ميادين مصر بعد صدور الحكم على المخلوع ووزير داخليته مع تبرئة الأصابع التى لعبوا بها .
الموضوع يحتاج إلى ...... إلى .... لا أدرى أشعر بغصة لما يجرى على الساحة من التراشق بالألفاظ واتهامات العمالة والخيانة من الجميع ضد الجميع والإقصاء الدائر من الجميع ضد الجميع خاصة بين الطبقات المفترض أنها مثقفة وتتشدق بالديمقراطية التى لا تمارسها فى حين أن رحى القهر ونير الجوع تلهب ظهر هذا الشعب البسيط الصبور المهاود.

ليست هناك تعليقات: