03‏/12‏/2011

أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف

حينما أراد الله سبحانه وتعالى أن يذكر قريش بنعمه عليهم ذكرهم بتوفير قوت اليوم قوام الحياة والأمن من الخوف الذان لا تستقيم حياة الفرد إلا بهما.
أثق أن الكثرين منا قد شاهد عمال  (فواعلية على باب الله) جالسون على الرصيف بعدتهم البدائية فى انتظار من يطلبهم فى عمل بأى شكل وبأى مبلغ حتى لا يعودوا خلايا الجيوب إلى عائلتهم وغالبا يعودون كذلك .
الكثير منا شاهد حلقات وحلقات كثيرة للإعلامى عمرو الليثى داخل المناطق العشوائية التى تحزم القاهرة فقط هذا غير المناطق الأخرى فى كل بقعة فى مصر ومدى سوء حالة الناس فى هذه المناطق وتفشى الأمراض وتنوعها مع غياب الرعاية الصحية المناسبة مهنيا وماديا .
قرى عديدة فى مصر مازالت خارج نطاق الزمن لا مياه ولا كهرباء . العديد من القرى تروى الأرض بمياه الصرف الصحى (جريدة المصرى اليوم لطالما نشرت عنهم الكثير).
حتى فى المدن الكبرى مياه الشرب مخلوطة بمياه الصرف الصحى وبنص الصحفى الكبير "إبراهيم عيسى"  : الحمد لله ما بشربش مية الحنفية وباحمد ربنا على الرزق والقدرة على شراء المية المعدنية.
أصحاب المحلات فى وسط البلد فى القاهرة وغيرها من المناطق فى جميع أنحاء مصر  والذين تتأثر معيشتهم مع أى حركة أو قلق أو اعتصام أو احتجاج.
العاملين فى قطاع السياحة حوالى خمسة ملايين وهو القطاع الأكثر والأسوأ تأثرا بما جرى وما يجرى حتى الآن وكذلك العاملون فى المهن الحرة على اختلافها.
فى المجمل العام الشعب المصرى يعانى من تجريف ونهب واستنزاف مستمر على مدى عقود لعقله ولثرواته وصحته ولم تبق له الكثير والحمد لله انه مازال يحيا وإن كان معتلا.
حتى التعليم فاشل على كافة الأصعدة مع تنامى السخرية من التعليم الفنى والمهنى لحساب التعليم الجامعى.
مع هذا الوضع كيف تقنع شعبا يواجه مثل هذه الظروف بأهمية محاربة ورفض المحاكمات العسكرية للمدنيين والتضامن مع علاء عبد الفتاح والإثنى عشرة ألفا من المعتقلين السياسيين ؟
ما أعيبه على بعض النشطاء فى هذا الأمر تصدير هذه القضية بشكل تتوارى أمامه أية قضايا أخرى حتى هتاف عيش حرية عدالة اجتماعية أو كرامة إنسانية توارى ولا يذكر إلا قليلا.
لابد من السير فى خطين متوازيين مع الناس. لابد من المساهمة فى وضع حلول وسياسات توفر فرص عمل لهؤلاء العاطلين وتحسين مستوى معيشة الباقين وفى نفس الوقت توضيح أن توفير لقمة العيش لا تتم أو تستقيم بدون الأمن على النفس والمال وأن أكون آمنا فى التعبير عن رأيي والمطالبة بحقوقى.
الطعام والأمن متلازمان لا غنى لأحدهما عن الآخر وترتيب الآية بهذا الشكل "أطعمهم من جوع وآمنهم بالخوف" لم يكن عبثا.  أقم أود الفرد المصرى أولا ثم أمنه على حياته .
ربما كان غياب هذا عن الكثير من التيارات الفاعلة على الساحة سببا فى عدم قدرة هذه التيارارت على الحشد أحيان كثيرة لمليونيات فى ميدان التحرير أو غيره من ميادين مصر.

ليست هناك تعليقات: