23‏/10‏/2011

مجاهدو تويتر والفيس بوك (على خلفية التفاوت العقلى والثقافى)

 
معرفتى بالفيس بوك بدأت قبل الثورة بشهور قليلة أما تويتر فبدأت المعرفة به بعد الثورة ولاحظت مع الوقت هروب أصحاب الفكر والرأى وكذلك النشطاء أو ما يسمى بالنخبة من الفيس بوك إلى تويتر !!!
والسبب لهذا و للأسف الشديد مخجل لأصحابه وهو أن مدى وعى وعقول اعضاء الفيس بوك ليست على نفس مستوى عقول تويتر !!!!!!!!!!!!!!  (علامات التعجب من عندى) .
ابتعدوا عن الشارع وملئوا الفضائيات والجرائد فكان طبيعيا أن يبتعدوا عن مجتمع الفيس بوك كخطوة متوقعة وطبيعية حيث أن أغلب هؤلاء وفى السابق يمم وجهه شطر المتواجدين فى السلطة وصنع واتخاذ القرار فى أغلب مقالاتهم وحواراتهم يطالبونهم بالتحرك والعمل ويهاجمون التقصير وفقط.
تحدثوا كتيرا عن المستوى التعليمى المتدنى أسلوبا ومنهجا وهاجموا مشروع محو الأمية (ومعهم حق) لكنهم لم يحركوا ساكنا للأخذ بأيدى الناس للقضاء على أمية الوعى والثقافة بتبنى مشروع للتوعية وحشد الهمم بالتواجد فى الشارع ومخاطبة الناس البسيطة الناس الغلابة.
هذا التواجد لم يكن متاحا فى العهد البائد لكنه وبلا شك أصبح ضرورة حتمية بعد الثورة وأصبح الشارع مباحا للجميع فماذا فعلوا خلال ثمانية شهور هى عمر الثورة ؟؟  الإجابة لا شئ بل كان الصراخ اعلاميا مرئيا ومسموعا هو سيد الموقف ومهاجمة التيارات الإسلامية ومهاجمة تأثيرها على الشعب البسيط لعبا على المشاعر الدينية والتى لم يخل منها مقال أو برنامج فى محاولة لتغطية فشلهم وعدم الاحتكاك بالناس كمحاولة لفهم العقليةالمصرية لهذا الشعب المتحفظ بطبعه الخائف من التغيير بشكل عام ويميل إلى الإستقرار ولو كان شكليا وهى الصفة شبه الغالبة على مجتمع الفيس بوك بحكم قراءاتى للتعليقات التى تتداول عليه والجروبات التى نشأت عليه والتى تجعل الأغلبية تدافع عن المجلس العسكرى وتجد له المبررات والأعذار بحثا عن هذا الإستقرار المفقود والأمن الزائف.
هم بعيدون عن عموم الشعب المصرى الذى لا يقرأ التحليلات والأعمدة التى تزخر بها الصحف بكافة أنواعها وتوجهاتها بل يتابعون عناوين الأخبار والصفحات الرياضية.
هم بعيدون عن المنتديات التى تحفل بما لذ وطاب من تعليقات تدل على حجم الأمية وحجم التطرف . هم لا يعرفون أن العموم ينحاز للشخص الذى يثق فى كل مايقوله وما يمرره من أفكار ويدافع عنه باستماته تدعو للشفقة وليست السخرية فى مقابل الهجوم على من يخالفهم الفكر والتوجه دون ادنى محاولة لإعمال العقل فيما يقرأ (موقف السلفية فى قضية المفتى والحوينى خير دليل) .
حتى تعليقات القراء على مقالاتهم والتى كشف معظمها عن جهل أو تطرف أو عدم فهم فلم تلفت أنظارهم إلى حتمية العمل على الأخذ بيد هذا الشعب لشئ واحد ووحيد لكنه كاف وهو إعمال العقل والقراءة.
هم بعيدون عن الناس فى المترو أو حتى العاملات فى محلات وسط البلد (لى فيهما تجربة مريرة لمن يريد ان يعرفها) فلو اقتربوا قليلا لوجدوا أن الهجوم على الثورة والثوار أصبح عاليا والسبب أنهم تركوا الناس نهبا للإعلام الفاشل الذى روج لفكرة – أصبحت حقيقة فى ذهن الكثيرين – أن سبب عدم احراز الثورة للنتائج المرجوة هو الثوار اللذين لا يتركون للمجلس العسكرى أو مجلس الوزراء الفرصة للعمل !!!
كان التعالى هو السمة الأساسية فى البعد عن الشارع واستمر مرة أخرى بالهروب من الفيس بوك إلى تويتر فقابل الشعب البسيط وبفطرته تعاليهم بلفظهم وسبهم أحيانا وهذا ليس استنتاجى بل حصيلة قراءاتى للتعليقات والمشاركات فى المنتديات والمواقع الإخبارية على ما يقولون ويفعلون ويصرحون.
هم على تويتر لا يقرءون إلا أنفسهم ولا يجيبون إلا على من يعرفون ، قليل هم من يهتم بالنظر إلى التغريدات التى ترسل إليهم والتى تحتوى رأيا أو استفسارا أو نقاشا من أى نوع.
ابتعدوا عمن هم الأولى بالعمل معهم والعمل لهم ، ابتعدوا عمن يجب الإستماع إليهم والاستماع فقط حتى يدركوا حجم التركة الكارثة التى خلفها المخلوع فى أدمغة الشعب وفى طريقة التفكير والنظر للأمور (أحدهم قال لى لفظا أى متحدث فى الدين ويعلم أكثر منى جزمته على دماغى) ، ابتعدوا معتمدين على رصيد خمسة عشر يوما من الثورة استطاعوا فيها حشد ملايين من كافة طوائف وقطاعات الشعب المصرى ومن كافة الأعمار أيضا.
لهذا أيها المغردون على تويتر الفيس بوك والشارع يناديكم إن أردتم نجاحا لهذه الثورة.

هناك تعليقان (2):

رشدي العريض يقول...

بصراحة كلامك في محله
إذا كان مدعو الثقافة هؤلاء يقلقهم جداً أن الإسلاميين سينطوا على الحكم ويستولوا على الكرسي لأنهم أكثر جاهزية ** إذن فلم لم يجهزوا أنفسهم طوال الشهور الماضية التي تلت الثورة؟ الإجابة جلية وواضحة جداً هم أساساً لا يهمهم إلا الشو الإعلامي وإن كانت هناك قلة منهم هي الواعية لكن انجرفت وراء هؤلاء

باللنسبة للنقطة الأولى في الفرق بين تويتر وفيس بوك فعلاً كلامك صحيح جداً فالفيس بوك يعتبر مكان ترفيهي أكثر منه مكان للفكر الصحيح وتجدي هناك كل شيء أما في تويتر فالأمر يختلف أساساً الشخص لاي تابع إلا من سيجد عنده الإفادة أو الرأي السديد وبعيداً عن التفاهات في الفيس بوك

أحيي قلمك الرائع
تحياتي

Unknown يقول...

شكرا يا رشدى بس هى دى الناس اللى احنا عايزنها تفهم وتشغل عقلها عشان البلد تقف على رجليها وتساعد انه نحقق اهدافنا عشان كده لازم نستحملها