22‏/09‏/2011

السينما النظيفة المصطلح والواقع :

" السينما النظيفة " هذا المصطح الذى ملأ الساحة وأثار الكثير من المناقشات ولا زال منذ فيلم "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" وكان يقصد به تقديم سينما دون مشاهد ساخنة أيا كان نوعها حفاظا على ثقافة المجتمع الذى يزداد تحفظا يوما بعد يوم .
ولكن هل قدم أصحاب المبدأ سينما بحق ؟ وهل قدم المخالفين له سينما بحق أيضا ؟
للإجابة عن هذا السؤال سوف نستعرض مجموعة من الأفلام التى تدافع عن هذا المصطلح والبداية مع صاحب الإنطلاقة محمد هنيدى مبشرا من البداية ولكن النهاية ليست كالبدايات ففيلم "ياأنا ياخالتى" مجرد شيريط سينمائى عادى لقصة  عادية لا تضيف للمشاهد شئ إلا ضحك على إفيهات قديمة ومستهلكة  وفيلم "عندليب الدقى" لا يختلف كثيرا عن ماقبله و يضاف إليه كذلك "وش إجرام" وتعد لبلبة هى أفضل ما فى هذا الفيلم ويعد فيلم "جاءنا البيان التالى" هو الأفضل على الإطلاق فى مشواره حتى فيلم "رمضان مبروك" ربما كان سيكون فيلما قويا لو ناقش العملية التعليمية بكل جوانبها ولكن ظهر هنيدى كما اعتاد فى كل أفلامه أداء واحد والإعتماد بشكل كامل على إفيهاته فى ظل غياب الحبكة والهدف هذا بجانب النهاية الغير منطقية بزواجه من سيرين عبد النور.
ثانى الوجوه والذى كانت بدايته على العكس من المصطلح "أحمد عز" ، البداية كانت مع فيلم "مذكرات مراهقة" والذى أثار ضجة بسبب المشاهد التى تضمنها والتى ضمت معه "هند صبرى" فى أول ظهور سينمائى مصرى.
مؤخرا قال "أحمد عز" أنه لو عاد به الزمان للوراء ما كان قام ببطولة الفيلم لأنه يريد أن يكون جمهوره هو الأسرة بكل أفرادها دون خجل من مشهد أو لقطة . الفيلم قوى فنيا من حيث القصة والتناول من خلال مناقشة التناقضات التى يتعامل بها المجتمع المصرى تجاه البنت وتعريف "العذرية" هل هى شكل أم مضمون ، الأداء بشكل عام كان قويا والتسلسل فى الأحداث كان منطقيا والصورة لا تقل روعة حتى زويا التصوير والجمل الحوارية سواء بين البطلة وصديقاتها أو بين البطلة وعمتها. لكنى سألت نفسى سؤال هل لو لم يتم تصوير المشاهد التى تضمنها الفيلم هل كان سيخل بالمعنى والهدف من العمل فى رأييى المتواضع لا .
نظافة السينما ليست بالإستعاضة عن المشاهد بالإيحاءات الجنسية والتلميحات البذيئة كما فى أفلام سعد الصغير ودينا أو بالهطل والتخلف وهز الأرداف كما فى افلام محمد سعد وتعبئة شرائط لا نستطيع حتى إطلاق لقب استكتشات عليها لأن الاسكتش فن راق له أصول .
والسينما الراقية ليست "حين ميسرة" أو "الريس عمر حرب" أو حتى "كلمنى شكرا" والثلاثة أفلام من المفترض أنهم يتحدثون عن العشوائيات لكن للاسف كان التناول مقززا ويثير الغثيان فى كثير من المشاهد ولا يثير تعاطفا أو تواصلا مع الشخصيات على عكس فيلم  Slumdog Millionaire   الذى تناول نفس القضية لكن كان التناول عبقريا.


وهنا نأتى إلى السينما النظيفة التى أريدها .
موضوع هام مع ممثلين أقوياء ولغة سينمائية عالية وجذابة لكن من غير مشاهد هذا هو تعبير السينما النظيفة كما أعرفه هل هذا مستحيل ؟

ليست هناك تعليقات: